العربي رياض
بدون كثير كلام وبصمت الحكماء ، وبعقلانية عالية وبكل روح ” تامغرابيت” كان المغرب راقيا في مواجهته للوباء الذي اجتاح العالم ، معتمدا على روح تلاحمه التضامنية الضاربة في عمق مسار تاريخه ، استبق لإجراءات عديدة فوجئ بها حتى الكثيرون منا قبل أن تفاجئ باقي دول العالم ، أولى المفاجآت كانت هي حماية سلامة المواطن أولا ، بدون تردد وبدون حسابات اقتصادية أو غيرها سارع إلى إغلاق كل المنافذ المؤدية إلى ترابه مع وقف كل الأنشطة تجارية كانت أو صناعية وغيرها ، عكس معظم الدول التي اجتاحها الفيروس وأخذت تتردد في اتخاذ إجراءات مماثلة ، لأن هاجسها الأول كان اقتصاديا ولم تدخل في التدابير الصارمة إلا بعد أن أحرجتها الٱعداد الهائلة لحالات الإصابات بالفيروس ، على رأس هذه الدول نجد فرنسا بدليل الارتباك الذي حصل لها والجميع يتذكر أن رئيسها من هول الصدمة ، وقساوة الاجتياح طلب من الجيش النزول إلى الشوارع ، في ذلك الوقت كان المغرب يعد العدة للمواجهة إذ بعد أن قرر قبل غيره اللجوء إلى استعمال دواء الكلوروكين بنصيحة من أطبائه إذ هناك حوارات صحفية عديدة مع أطباء لهم خبرة ، نصحوا الدولة باستعماله في الوقت الذي خاضت فرنسا حول عملية استعماله تطاحنات مازالت تداعياتها تحلق في سماء باريس ، سارع إلى إجراءات تدبيرية مهمة تهم الإنسان المغربي أولا ، ولعل أبرزها إحداث صندوق مالي لمواجهة الجائحة ، كانت الفئات الهشة على رأس أولوياته إضافة إلى اقتناء المعدات الطبية وتجهيز المستشفيات مع إحداث وحدات طبية في مختلف المناطق ، كل ذلك بسلاسة متناهية ودقة ملحوظة ، فلا يمكن أن يستكثر علينا اليوم أحد واقعية وحقيقة هذه الأمور التي أدهشتنا وأدهشت من لم يكن ينتظرها ، في كل هذا كان الإملاء الوحيد هو “الحداكة” المغربية والذكاء المغرب والفطنة المغربية وروح “تمغربيت” بكل عزمها ، أما وأن نمدد الحجر الصحي أم لا ، فكل المعطيات الرقمية تبين ضرورة التمديد فالإصابات تسجل يوميا ورقعة الاجتياح مازالت تتوسع ، خاصة بعد الإعلان عن حالات في مدن ومناطق كانت محصنة طيلة أيام الحجر الفائتة ، ولا علاقة لهذا الأمر بالتبعية أو عدم التبعية ،هذا الموضوع الذي لا محل له الأن في هذه الأزمة التي أنهكت دولا كبرى أضحت تتمنى حلا أو نصيحة حتى من أعدى أعدائها