وحيد مبارك
تتسبب الكثير من التفاعلات الذاتية لبعض الأشخاص في حوادث وكوارث متعددة، تذوب وسط زحمة الحياة ولا ينتبه إليها الناس، وقد يصنفها البعض في خانة ردود الفعل التلقائية، والحال أنها سلوكات مرضية، تجدها في الشارع العام، في المؤسسات، في الهيئات والتنظيمات، وفي مختلف مناحي الحياة
أشخاص يعيشون عقدا متعددة، يتحكمون في مصائر أشخاص يوجدون تحت “سلطتهم”، قد يتعلق الأمر بسائق حافلة للنقل العمومي، سيارة أجرة، “تريبورتور” وغيرها …، فتراهم يتسابقون في الشارع العام، ويتراشقون مع غيرهم بالكلام الذي يتطور لسب وقذف، وقد يصبح الأمر أكثر خطورة عندما يتم تحويل الطرقات إلى فضاء للتسابق والقيام بمناورات قد تؤدي إلى ما لا تحمد عقباه
واقع حقيقي، عاشه ويعيشه العديد من المواطنين في عدد من الحالات، لا يختلف عن واقع بعض المسؤولين الذين يفرغون مكبوتاتهم في مستخدمين وموظفين ويمارسون عليهم كل أنواع القهر والاستبداد للإحساس بلذة القوة وطعم التجبر، واللائحة طويلة من الممارسات غير السوية، التي تستفحل بشكل أكثر قتامة في العديد من القطاعات والمجالات، بما أنه ليس هناك أي إجراء يمكّن من وضع حدّ لها وتفاديها، مما يترتب عنها تبعات صحية عضوية ونفسية في صفوف من يتم التسلط عليهم باسم المسؤولية
عنف مادي ومعنوي تتسع رقعته ومداه يوما عن يوم، يؤكد الحاجة إلى سنّ تشريعات ملزمة مع تبسيط مسطرة الفحوصات النفسية، من خلال زيارات مختصين في الصحة النفسية في مواعيد معينة لمختلف المؤسسات والقيام بجلسات تترتب عنها تقارير بتوصيات لترميم الأعطاب الصغيرة التي تكون عبارة عن قنابل موقوتة قبل انفجارها، على أن تشمل العملية فحوصات ضرورية لسائقي وسائل النقل المختلفة في مواعيد محددة، حتى لا تتحول وسيلة النقل تلك إلى أداة لأية جريمة محتملة؟