#أخبارجهاتجهة الدارالبيضاء سطات

الدار البيضاء تتجرع العطش الثقافي

العربي رياض

أكثر من خمس دورات عقدها مجلس المدينة منذ انتخابه في شهر شتنبر إلى الآن، لم يذكر خلالها ولو حرف واحد من اصطلاح «الثقافة» ولا أي أحد كلف نفسه عناء تقديم مداخلة حول الهوية الثقافية التي يجب أن نلبسها لعاصمة المال والأعمال، التي ارادتها الدولة أن تكون نقطة جذب للاستثمار على المستوى الإفريقي والدولي، حيث خصصت لها ما يقارب 4000 مليار سنتيم في إطار البرنامج التنموي، الذي أشرف على توقيعه جلالة الملك سنة 2014، حتى تبلغ المدينة المكانة التي رسمت لها وتلعب الدور الطلائعي الذي حدد لها، وكما يعرف أهل حرفة التدبير، فقطاع الثقافة أو التنشيط له دوره الأساس، في الترويج للمدينة وفضاءاتها كما له دور ريادي على المستوى السياحي.
مجلس المدنية، ليس فقط لم «ينفخ» أعضاؤه بكلمة «الثقافة»، ولكن ذهب أبعد من ذلك، في دفن المصطلح، حينما صوت على لجنة ثقافية رياضية اجتماعية، برأسين، كل رأس من حزب من أحزاب الأغلبية، وهي اللجنة التي اجتمعت مرة وتشتت في الحين، لأن بين الرأسين تناطح أزلي، لا يسمح لهما بخلق أجواء للاشتغال، وكان هناك اجتماع ثان يهم الشق الاجتماعي، ويهم استفادة ذوي الاحتياجات الخاصة من الركوب في الحافلات الجديدة، وهو الاجتماع الذي جاء تحت ضغط احتجاجات هذه الفئة من المواطنين، وبالتالي كان لزاما أن تلتئم اللجنة حفظا لماء الوجه ليس إلا.
مجلس المدينة لم يفتح حتى النقاش في الموضوع من خلال عقد لقاءات مع المهتمين والهيئات المتخصصة، بل إنه لم يطلب حتى من أعضاء المجلس تحرير مشاريع أرضيات لاستخراج أرضية ورؤية موحدة، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن المدبرين يرون في الثقافة مجرد قطاع للترف أو للصدقة من خلال ضبط منح لجمعيات لا أقل ولا أكثر.
من سوء الطالع، أن المجلس الحالي ومباشرة بعد انتخابه بأشهر قليلة قررت وزارة الثقافة أن تسحب معرض الكتاب من تراب نفوذه، وظل المجلس يتفرج على القرار دون تحرك، إلى أن خرج الإعلام للتساؤل ومعه الكتاب والنقاد ليتصل بعد ذلك بالوزارة التي أقنعته بما أقنعته دون أن يبذل جهدا للمنافحة على معرض كان يخلق له رواجا اقتصاديا.
في الحقيقة، فالثقافة كانت ميتة في هذه المدينة منذ ولاية ساجد الأولى، فلا هي تمكنت من خلق مهرجان يضاهي مكانة المدينة ولا تمكنت من خلق تنشيط ثقافي يسهم في رواجها الاقتصادي والسياحي، وكل المهرجانات التي أقيمت خلفت وراءها فضائح ونكاتا سارت بذكرها الألسن في المغرب كله.
وفي الولاية السابقة أيضا عاشت المدينة خواء واضحا في هذا الباب، لولا أن تدارك مجلس الجهة الموقف وسارع إلى تنظيم مهرجانات لملء الفراغ الحاصل، كمهرجان السينما ومهرجان المسرح ومهرجان الأغنية وغيره.
اليوم يبدو أن الوضع لن يكون أحس نظرا للاعتبارات التي ذكرنا سابقا، وليس هناك ما يوحي باستراتيجية في هذا الاتجاه فحتى الشركة التي يتم اللجوء إليها لتنوب عن عجز المنتخبين أظهرت السنين الماضية أن برامجها «على قد الحال» ولا تتوفر على نظرة شمولية لتنشيط المدينة برمتها.

casablanca dade24 dade 24 dade24.com Ericsson lydec إريكسون الإمارات الجامعة الأمريكية في الإمارات الجسمي الدار_البيضاء الدارالبيضاء الدار البيضاء الدار البيضاء سطات الدورة الشركة العربي_رياض المجلس المغرب المغربي المكتب الملك الوداد الوطني جمال_بوالحق جهة حزب حسين الجسمي دورة رئيس شركة ضاد 24 ضاد24 عمالة فؤاد عبدالواحد ليدك مجلس محمد_السادس محمد السادس مدينة مديونة مراكش مقاطعة نجوى كرم وحيد_مبارك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى