أعمدة ضاد24الرئيسية

ألوان قاتمة

عصام البيض

ترفعه من زحام الدروب إلى فسحة السماء، ثم يؤوب إلى مخدعه البارد البئيس،مكسورا كعصفور صغير، مسالما كالحمل عند المراعي، تسلبه العقل تمنحه سعادة، يستشعرها في فضاء بعيد، في جوف الخيال المريض، فيمرح على بساط السحاب ويقبل النجوم ظهرا، يتراقص على لحن الحبوب لا العيوب، التي تنخر شبابه وتمزق حبال العمر القصيرة، لكنه يعي حجم الأضرار فيختار، الهروب من فشل والملاذ يكون في أحضان الجريمة، سيسرق الناس أموالهم فجرا وهم كادحون، سوف يضمر سيفا بين أوساخه ويقطع القسمات، حتى يحتسي في الظلام، القرص والشيرا وماء حرام، وبنت يتيمة تمشي معه إلى الهلاك المبين، تحترق الفراشة ولم نتذكرها بعدما طال الغياب، القاتل كان سما مقنعا يكتسي ألوان، تغرر بالصبي فيتذوق طعم الأكاذيب، أعجبته فأدمن ثم مضى إلى غايته، الشرود وما أفاق يوما كإنسان، تلزمه الأزمنة وتبغ مبيد، حاجات حيوية والخبز بعد الحب أحيانا، لكنه حب لا يدر ولا يغدق النعم، يأخد الشباب إلى عذاب مهين، صعلكة عند أركان الحواري وزيارات الزنازن والسجون، كل شيء يهون بعد الإبتلاع ، الماضي والحاضر والغد إبداع، أزياء مضحكة وسراويل المساكين، نخوة قد خلت وشهامة سالت كالدماء، من يحفل بالجحافل والجيوش، الفراغ الذي يسكنهم وعمى الأبصار، فالألوان زاهية في عيونهم وهي في الأصل ألوان قاتمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى