عصام البيض

يريد الرجل زوجة ثانية وما ملكت الأيمان، يحلم بالرغد في عرين فاخر تخدمه السبايا، والرصيد سمين والأشياء صنوف وألوف، تبتغي المرأة التي شاخت ذهبا يجملها، متاعا ينعمها والعربات الفاخرات، الإبن الذكر ينكر عيش الأولين، الشاي والزيتون والطحين، يشتهي حسناء يقبلها ولباسا ناعما أسيل، البيت الواسع والحديقة الغناء، يا فرحتنا يا فرحتنا، الصبية تسمو إلى الفضاء البعيد، الهواتف والمساحيق، العطور والخمر العتيق، أحلام القوم عجب وشذوذ، زيغ وإنحراف وشرود، فنتازيا الجهل والفكر البسيط، شر البرية من يقيس العيش بالزاد المطمور والنزوة العابرة، أغباهم المجنون الذي يرمي الناس بالحجارة، إحتجاجا على قدر مكتوب ولوح محفوظ، عصيانا تبرره الأذواق القاصرة وأفكار الهراء، يغرينا دأب العجم، رفاه وسلاسة وعطاء جزيل، تراوضني “جوزفين” والسيارة الحمراء، ولا أتناسى أن هذه بلاد تأكل ماتزرع وتشتري بعد البيع لوازم العموم، ليست بئرا في الخليج وليس لها كنز في القرار، حتى الأن والأمن غطاء والقِدر فيه مرق وشحوم، تناكحوا تناسلوا، إسعو إلى الدنيا وأنتم خفاف، لما الغضب والرزاق يرزق القلوب والأعناق، إرمي الحصى في عيون المتآمرين، يحكمك قانون زاجر ونظام عتيد، الأماني ممكنة، الألحان تعزفها الأجيال، غني يا فتاة تحت ظلال الأمل، تعارفوا يا قوم، تذكرو العرف والدين والأواصر المقدسة، تبا للدنيا بحذافرها، تكفيني البسمة في ثغر حبيبتي، يسعدني نداء الإبن لأبيه، أما الأوغاد فلهم رب يعاقب وبالمساكين رحيم، لمصلحة العدو نثور ونأسى، تتكالب علينا الأمم الجائعة والتاريخ شاهد أمين، لا عيب في عطالة تدللها أحلام ولوحات، لا ضير في رسم الأفق البسام على جدران البيوت المهترئة، المهم أن نصبو إلى الختام الجميل، ونحن على إيمان ومقاعدنا بين مجالس الأبرياء، فلا تلقي بالهبل في وجوه الحاضرين، إقرأ نصا أو سافر في الشعاب، تتشنج أعصابك والإيقاع واحد والشخوص من حولك ضمور وإنكسار