أعمدة ضاد24الرئيسية

لماذا‮ ‬يختار العماري‮ ‬أن‮ ‬يرتبط اسمه بالفشل؟

#العربي_رياض

ليس من باب العبث أو التطاول أو جرأة زائدة‭ ‬على شخص الرجل،‮ ‬اقصد رئيس مجلس مدينة الدار البيضاء عبد العزيز العماري ،‭ ‬نطرح‭ ‬هذا‭ ‬السؤال‭. ‬فقدلاحظ الجميع‮ ‬غيابه عن مباراة الوداد البيضاوي،‮ ‬ضد فريق الأهلي‮ ‬المصري‭,‬‮ ‬في‭ ‬‮ ‬مقابلة مصيرية تابعها المغاربة من طنجة الى الكويرة،‮ ‬بل تابعها حتى جمهور شمال افريقيا من مصر الى موريتانيا وكذا الافارقة،و مختلف الجماهير في‮ ‬أنحاء العالم‭.‬
مباراة لها بعد قاري،‮ ‬خاصة وأن المغرب الآن‮ ‬يعود الى قواعده داخل افريقيا،‮ ‬ويثبت اقدامه فيها بكل ثبات،‮ ‬مما‮ ‬يتطلب الدفع بكل الخطوات التي‮ ‬تذهب في‮ ‬هذا الإتجاه‮.‬
وقبل هذا وذاك‭,‬‮ ‬فقلوب سكان المدينة الذين انتخبوا عبد العزيز العماري‮ ‬على رأس تدبير مدينتهم،‮ ‬كانت تخفق مع فريقها الذي‮ ‬يشكل رمزيتها الرياضية الى جانب الرجاء والطاس وباقي‮ ‬الفرق الوطنية‭.‬
‮ ‬كان حضور العماري‭ ‬‮ ‬ضروريا‭,‬‮ ‬اولا لتمثيل سكان المدينة الذين‮ ‬يدير امور شؤونهم المحلية‮. ‬وايضا لمساندة فريق‮ ‬يصارع في‮ ‬بطولة شاقة،‮ ‬كي‮ ‬يرفع اسم البلد رياضيا‮.‬
كان حضوره كذلك إلزاميا كنوع‭ ‬من‭ ‬من الاعتذار للجماهير،‮ ‬التي‮ ‬عانت كثيرا من سوء تنظيم شركة تابعة للجماعة جعلت شريحة واسعة من الجمهور تتعرض‮ ‬‭”‬للتسخسيخ‮ ‬‭” ‬والاهانة‭ ‬في‮ ‬مباراة سابقة‮.‬
المباراة أجريت في‮ ‬المدينة التي‮ ‬يسيرها،‮ ‬وفي‮ ‬الملعب الذي‮ ‬يديره بواسطة الشركة المذكورة،‮ ‬ويجريها فريق عريق،‮ ‬يقدم له المجلس منحا مالية كدعم‮. ‬أي‮ ‬المفروض أن الجميع كان في‮ ‬ضيافة الجماعة الحضرية التي‮ ‬يدير أمورها،‮ ‬لكنه اختار أن‭ ‬لا‮ ‬يشارك المغاربة فرحهم أو حزنهم لو قدر الله وانهزمت الوداد‮.‬
تظاهرة كبرى‮ ‬يختار ان‮ ‬يغيب عنها ولم تظهر كاميرات التلفزة،‮ ‬حتى من ناب عنه ان كان قد ناب عنه احد‭,‬‮ ‬وهو ما‮ ‬يطرح السؤال‭ ‬ان كان المسؤول سيغيب عن مناسبة كهذه‮ ‬‭,‬فأين سيظهر اثره؟
هنا‮ ‬يأتينا الجواب سريعا،‮ ‬عن سؤالنا الاول المطروح في‮ ‬العنوان.فرئيس المجلس حضر الى ماراطون الدار البيضاء الذي‮ ‬نظمه مدير شركة‮ «‬الدار البيضاء للتنشيط‮» ‬والذي‮ ‬كان ماراطونا فاشلا بكل المقاييس،‮ ‬وبشهادة جل المشاركين،‮ ‬حتى الأجانب الذين لم‮ ‬يفوتوا الفرصة ليمطرونا بتدوينات الشجب والتهكم‮.‬
لن أطيل،‮ ‬واسرد مجمل الاخفاقات التي‮ ‬سقط فيها الرجل خلال تدبيره القصير‭ ‬لشؤون المدينة،‮ ‬حيث‮ ‬يثبت وهو المسلح بأغلبية كاسحة،‮ ‬انه دائما‮ ‬يختار الجانب المؤدي‮ ‬للفشل وكأننا بصدد رجل‮ ‬يهوى الاخفاق‭.‬‮ ‬وقد اذهب بعيدا لأقول انه‮ ‬يعشق الفشل‮.‬
جمهور‮ ‬يقدر بالملايين‮ ‬ينتظر لحظة فرح،‮ ‬لكن الرئيس‮ ‬يختار ان‮ ‬يكون بعيدا عن فرحهم ولحظة نشوتهم،‮ ‬وهي‮ ‬النشوة التي‮ ‬انتظروها لسنين‮. ‬ليجدوا أمامهم من‮ ‬يخلف الموعد مع التاريخ‮.‬
ذات الملاحظة‮ ‬يمكن ان نسجلها على وزير الشباب والرياضة،‮ ‬المفروض انه‮ ‬يمارس السياسة،‮ ‬ويزن مليا مثل هذه المناسبات،‮ ‬لكنه اختار بدوره الكسوف‭.‬‮ ‬قد‮ ‬يكون رئيس المجلس فيلسوفا كبيرا في‮ «‬لفهامة‮» ‬ويعتير نفسه فوق‮ ‬‭”‬شي‮ ‬اعتبارات‭”‬‮. ‬لكن ما‮ ‬يهمنا نحن البسطاء الى الله هو ان نجد من‮ ‬يدعم فرحنا كيفما كانت الاعتبارات‭.‬المسؤولية‭ ‬‮ ‬تحتم حضور من‮ ‬يمثل سكان المدينة،‮ ‬ويتقاضى تعويضات مالية مهمة أوصلوه اليها من حيث لا‮ ‬يحتسب‮.‬
نتحدث هنا بمنطق الربح والخسارة المالية بعيدا عن السياسة‮.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى