العربي رياض
قال أحمد العماري، عضو المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للتجار والمهنيين والكاتب العام لذات النقابة لفرع المجازر، إن 60 في المئة من اللحوم المستهلكة بالعاصمة الاقتصادية غير مراقبة، مؤكدا أن 20 في المئة منها مصدرها الذبيحة السرية و40 في المئة قادمة من مذابح تتفاوت فيها درجات المراقبة ومنها غير المراقبة أصلا، وهي المذابح المنتشرة في بعض المناطق القروية المحيطة بالمدينة ونواحيها، واستغرب كون هذه الذبائح تدخل الدارالبيضاء عبر شاحنات نهارا جهارا، دون أدنى مراقبة سواء من السلطات أو من المكتب الوطني للسلامة الصحية.
هذه الشاحنات توزع لحومها المنقولة من خارج المدار الحضري ليس فقط لمحلات الجزارة، لكن أيضا للمطاعم والفنادق والمؤسسات الاقتصادية وغيرها، وهو أمر في غاية الخطورة، واسترسل العماري موضحا في تصريح للجريدة، “لقد شيدنا مجازر الدارالبيضاء بما قيمته 75 مليار سنتيم، بمواصفات تضمن السلامة الصحية وتوفير منتوج لا يهدد صحة الإنسان، وأيضا لضمان مداخيل مالية لخزينة الدولة من خلال رسوم الذبح، هذه المجازر اليوم لا تنتج سوى 25 ألف طن من اللحوم سنويا، وإذا ما اعتبرنا أن تعداد ساكنة البيضاء هو 5 ملايين نسمة، فإنها لا توفر لكل بيضاوي سوى 1 كيلوغرام من اللحوم، وهو ما يبرز بأن السوق غارقة بالذبائح غير المراقبة والقادمة من اتجاهات مختلفة، كل هذا، للأسف، تعرفه السلطات وهي على علم بما يجري، كما أن وزارة الفلاحة هي كذلك تعرف لكنها لا تحرك أي ساكن، رغم قراراتها السابقة القاضية بالقضاء على المذابح المنتشرة هنا وهناك، وهي اليوم صامتة ولا تعطينا أي إجابات عن قراراتها تلك، الذبائح غير المراقبة لا تهدد السلامة الصحية للمستهلك فقط بل إنها تنهك حتى خزينة الدولة، وخاصة خزينة جماعة الدارالبيضاء الغارقة في الديون الآن، وتخلق منافسة غير شريفة كونها متهربة من أداء الرسوم، فيما مهنيون آخرون يؤدون الرسوم الواجبة على الذبائح، ويذهب المتهربون لعرض سلع تنقص درهما أو درهمين ويلحقون الضرر بمن يحترمون القوانين، وهو أمر وجب الوقوف عنده”.
واعتبر العماري أن الفوضى الحاصلة اليوم في مجال استهلاك اللحوم، مردها إلى غياب المراقبة، مذكرا بأن دورية للمراقبة كانت قد أحدثت سابقا تضم مهنيين وبيطريين وممثلين للسلطات كانت قد حدت من انتشار الذبائح السرية وتلك الوافدة من أماكن مجهولة من خارج المدار الحضري، حيث كانت تمد المعنيين بتقارير حول أدائها وإحصاءات تتضمن عدد الذبائح غير المراقبة التي ضبطتها، وهي العملية التي دفعت العديد من المهنيين ممن كانوا يعولون على تلك الذبائح إلى الاتجاه صوب مجازر الدارالبيضاء، وأكد العماري أن نقابته نبهت ولاية الدارالبيضاء إلى هذا الأمر أكثر من مرة لكن مطلبها لم يجد ردا، واستغرب من عدم تحريك جماعة الدارالبيضاء ومعها السلطات لأي ساكن في هذا الباب، علما أنها الخاسر الأكبر على مستوى المداخيل المالية، وطالب بضرورة عودة دورية المراقبة، خاصة أننا مقبلون على تظاهرات كروية كبيرة، وهي كأس أمم إفريقيا وكأس العالم، والتمرين المراقباتي يجب أن ينطلق الآن لأننا سنكون بصدد ضيوف وجمهور قادم من مختلف دول العالم وجب علينا حماية سلامته الصحية، وختم العماري تصريحه بتنبيه حول “الطابع ” الذي تحمله الذبائح إذ أشار إلى أنه في السابق كان يشير إلى نوع اللحوم، وهذا الأمر كان مفهوما لدى المستهلك، فالأخضر كان يشير إلى اللحوم الممتازة والأحمر إلى اللحوم العادية والأزرق إلى البقرة و”الخروفة”، اليوم أصبح الأحمر معمما على “السقط” أجمعه، وهو تمويه للمستهلك الذي تشابهت عليه أنواع اللحوم، ويؤدي ما يقرره صاحب محل الجزارة !
0