الحدث الثقافي والمسرحي العربي البارز خلال شهر مارس 2023 : تشكيل مجلس أمناء موسع للهيئة العربية للمسرح
أحمد طنيش يمتاز شهر مارس بكونه شهر المناسبات الأممية الكبرى وذلك على عدة مستويات ولعل أبرزها اليوم العالمي للشعر واليوم العالمي للمسرح، وخلال هذه الأيام المباركة عرفت دينامية الهيئة العربية للمسرح حدثا يمكن إعتباره احتفاء بهذا الشهر، إذ استقبل سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح وفدا من الهيئة العربية للمسرح برسائة الأمين العالم للهيئة الأستاذ إسماعيل عبد الله ونوه سموه بالجهد والعمل المشهود وعلى إثر ذلك أوصى سموه بتوسيع دائرة المجلس بأمناء يمثلون جغرافية الوطن العربي نحو مؤتمر في أفق شهر ماي 2023 لوضع خطة عشرية للتنمية المسرحية، هذا وعقب العودة من العراق لمكونات الهيئة العربية للمسرح من الزيارة التنسيقية والتواصلية والتحضيرية للدورة 14 لمهرجان المسرح العربي، صدر القرار بتشكيل مجلس الأمناء الموسع للهيئة العربية للمسرح باسم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح والذي يتكون من تسعة عشرة عضواً عبر الوطن العربي، وهم كالتالي وفق التسلسل الأبجدي: 1. الدكتور جبار جودي. العراق. 2. الدكتور حبيب غلوم. الإمارات 3. الدكتور حسن رشيد. قطر 4. الأستاذ خالد جلال. مصر 5. الأستاذ رفيق علي أحمد. لبنان. 6. الدكتور سامي الجمعان. السعودية 7. الدكتور سعد يوسف. السودان. 8. الدكتور سعيد السيابي. عُمان. 9. الأستاذ عبد الفتاح سوليه. موريتانيا. 10. الدكتور عجاج سليم. سوريا. 11. الدكتور عز الدين بونيت. المغرب. 12. الأستاذ علي الفلّاح. ليبيا. 13. الأستاذ فتحي عبد الرحمن. فلسطين. 14. الدكتور معز المرابط. تونس 15. الأستاذ محمد المنصور. الكويت 16. الدكتور محمد بو كراس. الجزائر. 17. الأستاذ هايل المذابي. اليمن. 18. الأستاذ هزاع البراري. الأردن. 19. الأستاذ يوسف الحمدان. البحرين. يأتي تشكيل هذا المجلس الموسع والاستشاري وفق تصريح الأمين العام للهيئة العربية للمسرح، الأستاذ اسماعيل عبد الله، تنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي الذي استقبل في الأول من مارس وفد الهيئة العربية للمسرح، وكان في مقدمة هذه التوجيهات تشكيل مجلس أمناء موسع من أصحاب المعارف والخبرات المسرحية العربية المتنوعة، والذين يلعبون دوراً مؤثراً في المشهد المسرحي العربي ليكون هذا المجلس الجهة الاستشارية لعمل الأمانة العامة للهيئة العربية للمسرح، وذلك من باب ترشيق العمل وستكون مدة عضوية المجلس عامين، من بداية مايو 2023 حتى نهاية أبريل 2025، حيث يجتمع المجلس مرتين في العام بناءً على دعوة يوجهها الأمين العام للهيئة العربية للمسرح، وسوف يعقد الاجتماع الأول لهذا المجلس في شهر مايو القادم في الشارقة، حيث سيشهد عمل الهيئة حيوية جديدة خدمة للمسرح العربي عامة، وفي مفاصل عديدة. إبراز الحدث والاحتفاء به وبفعاليته احتفت الدول العربية التاسع عشر، التي عين من ضمن فعالياتها مسرحي وفاعل من أصحاب المعارف والخبرات المسرحية العربية المتنوعة؛ إذ قدمته من خلال سيرته وبحته وتأصيله ومسامهمته في بناء مسرح يمثل قطره ويمثل ثقافته ويمثل رهان السؤال في محيطه وأثره في ذلك، مما يؤكد أن هذه التجارب والخبرات هي ميلاد مشروع وحركية فعل وتفاعل وبذلك فهؤلاء الفعاليات الذين يلعبون دوراً مؤثراً في المشهد المسرحي العربي ممثلا ضمن مكونات مجلس الأمناء الموسع، إذ تعرفنا على أسماء وازنة عبر الوطن العربية لها الخبرة الميدانية والتنظيمية والأكاديمية وحولها الإجماع وتعتبر حيوية التفاعل ومستمرة في رهانها ورسالتها، ولعل لقائها في هذا المجلس لقاء لسؤال المسرح العربي في عموميته وجزئياته ومن هنا نحتفي بدورنا بالدكتور عزالدين بونيت الممثل للملكة المغربية في المجلس الموسع لأمناء الهيئة العربية للمسرح، وهو الخبير والفاعل ومهندس الدينامية الجديدة في المسرح المغربي الحديث والمعاصر، المواصل للعمل والدينامية بدون توقف والمطل على الجغرافية الثقافية والمسرحية المغربية من الجنوب المغربي، والحاضر في كل المحطات والعابر لكل المهام والمساهم فيها.. الدكتورعز الدين بونيت، أستاذ التعليم العالي بجامعة ابن زهر بأگادير، متخصص في الدراسات المسرحية والثقافية، بالإضافة أنه كاتب ومخرج مسرحي فهو حاصل على دكتوراه الدولة في الآداب (تخصص المسرح والأنثروبولوجيا الثقافية) ودبلوم تدريبي في الإخراج المسرحي و دبلوم تدريبي في إدارة الممثل كما يعتبر خبيرا ومستشارا في السياسات الثقافية. إلى جانب ذلك للرجل أثر علمي ومنجز من الإصدارات هي كالتالي: ü الشخصية في المسرح المغربي بنيات وتجليات، عن منشورات جامعة ابن زهر (1992) ü مقدمات في الأدب والنقد عن منشورات حلول تربوية (1998) ü المسرح والدولة، منشورات المركز الدولي لدراسات الفرجة (2012) ü مداخل إلى الأدب وخطاباته، دار سوس للنشر والتوزيع (2015) ü دراسات مسرحية منشورة في عشرة كتب جماعية من منشورات المركز الدولي لدراسات الفرجة وجامعة عبد الملك السعدي منذ 2002. ü دراسات مسرحية منشورة في كتب جماعية، لدى دائرة الثقافة والإعلام بإمارة الشارقة، ولدى الهيئة العربية للمسرح. ü دراسات مسرحية وثقافية منشورة في عدد من المجلات الوطنية والعربية المحكمة ü مقالات منشورة في عدد من الصحف والمجلات الإخبارية. المهام الوظيفية، التي كسب من خلالها خبرة ميدانية وأثر فيها: 2003/2013:مدير جهوي لوزارة الثقافة بجهة سوس ماسة درعة (سابقا) 1986/2003:عمل أستاذا مساعدا ثم أستاذا مؤهلا، بجامعة ابن زهر المغربية 1990/1994:منسق شعبة اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب بجامعة ابن زهر وعضو مجلس الكلية وبموازاة ذلك هناك المسار الفني في المجال المسرحي: 2013/ 2014: منسق اللجنة الاستشارية لدى وزير الثقافة، المكلفة بإعداد مخطط تأهيل القطاع المسرحي، ضمن المخطط الوطني للمغرب الثقافي. 2008/2012منسق اللجنة الوطنية لإعداد الخطة الوطنية لتأهيل القطاع المسرحي لدى النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية (محترفي المسرح سابقا) مند سنة 2003: عضو قيادي في المكتب الوطني للنقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية (محترفي المسرح سابقا)، مكلف بالتخطيط والاستراتيجيات. 2000/2002عضو لجنة دعم الإنتاج والترويج المسرحيين، لدى وزارة الثقافة مؤسس ومدير فني لمهرجان أگادير الدولي للمسرح الجامعي 1986/1990مؤسس ومنسق حلقات البحث في تاريخ المسرح المغربي. التي كانت تعقد ضمن فعاليات دورات اللقاء الوطني للمسرح بمكناس من تنظيم جمعية رواد الخشبة. 1980/1984كاتب عام الاتحاد الإقليمي للفرق المسرحية بمراكش تجربة ضمن لجان التحكيم: ترأس وشارك في عدد من لجان التحكيم لعدة مهرجانات مسرحية، أبرزها: 2014عضوية لجنة تحكيم الدورة الأولى لمهرجان المسرح الخليجي بالشارقة 2008رئاسة لجنة تحكيم المهرجان الدولي للفيلم الأمازيغي 2006رئاسة لجنة تحكيم مهرجان المسرح الجامعي بأكادير 2000عضوية لجنة تحكيم المهرجان الدولي للمسرح الجامعي بالدار البيضاء عضوية لجنة تحكيم الدورة الثالثة من المهرجان الوطني للمسرح الاحترافي الذي تنظمه وزارة الثقافة المغربية. هو مختصر ونهج السيرة العلمية والوظيفية والفنية لسيرة رجل ومسرح الدكتور عز الدين بونيت الذي يعتبر مناضلا وفاعلا مسرحيا بدء من مرحلة مدرسة مسرح الهواة، خلال مرحلة 1977/2002؛ إذ أسس وعمل مؤلفا ومخرجا في ست فرق مسرحية بكل من مراكش والرباط وأگادير وفي نفس الوقت عمل مستشارا فني لدى ثلاث فرق مسرحية كماعمل مستشارا فنيا لعدد من المهرجانات المسرحية الوطنية والدولية بالمغرب، بهذا فقد تعلق ذ.عز الدين بونيت بالمسرح وهو شابا وطالبا وبذلك مارس شغبه ومشاغباته المسرحية درسا ومدارسة وتداولا إبداعيا وجدليا ومعرفيا وحتى أديولوجيا، في هذا الإطار خاض ذ.عز الدين بونيت في مرحلة 1996/2002 مهمة تأسيس وإدارة مختبر محمد تيمد للأبحاث المسرحية التابع لجامعة ابن زهر، والتي راكم فيها تجربة المؤلف والمخرج لكل الأعمال المسرحية التي أنجزها المختبر وعددها خمسة أعمال، ولكون مرحلة التسعينات كانت مفصلية على عدة مناح فقد عاش فيها ذ.عز الدين بونيت مرحلة هامة في بداية التسعينات بين خيار مسار مسرح الهواة أو المسرح الاحترافي، لكون سنة 1992 شهدت عضوية ومشارك الرجل في المناظرة الوطنية الأولى حول المسرح الاحترافي بالمغرب، وسنة 1993 شهدت عضوية الرجل في اللجنة التحضيرية ولجنة المتابعة للمناظرة الوطنية الأولى لمسرح الهواة، هذا وتكاملا مع مهمته كفاعل مسرحي وكأستاذ جامعي بجامعة ابن زهر فقد تخرجت على يده أجيالا من الفاعلين المسرحيين الذي هم الآن في مراكز القرار على عدة مؤسسات ثقافية وفنية في مجال المسرح والسينما والهندسة الثقافية، بل إن من طلبته من خلق مهرجانات تيماتيكية وطنية ودولية. هذا وفي مرحلة مركزية؛ إذ حينما وصلت بعض الأسماء من فعاليات مسرح الهواة إلى الجامعة وحملوا معهم هم وقضية المسرح إلى الجامعة وكان التأسيس الفعلي للمسرح الجامعي إلى أن تم تأسيس المهرجان الدولي للمسرح الجامعي الذي لم يكن بديلا بل موازيا لتجربة مهرجان مسرح الهواة، وبعده أتت مرحلة المختبرات والمراكز الدراسية، والملاحظ أنه مع هؤلاء الأطر التي حملت هم البحث العلمي ومعه المسرح حمل المسرح إلى الجامعة وتم تأسيس كرسي البحث العلمي المسرحي بالجامعة المغربية بقوة الحضور والترافع وهي المرحلة التي عرفت تأسيس المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي كما تأسست وحدات البحث المسرحي وانخرط الدرس المسرحي بالمسار الأكاديمي وتأسست مختبرات البحث عبر نظام الإجازة والماستر والدكتوراه وتناسلت تخصصات متنوعة في المسرح، وما هذه النهضة العلمية المسرحية تحديدا التي يعرفها المغرب إلا دليل على نضال هؤلاء الرجال وضمنهم بطبيعة الحال الدكتور عز الدين بونيت، الذي انخرط في كل مراحل المسرح المغربي بدء من المنطلق التي بسطناه وصولا إلى تأسيس النقابة المغربية لمحترفي المسرح في مطلع التسعينات من القرن الماضي هذه النقابة التي تعتبر مؤسسة نضال وفعل وتفاعل مسرحي ساهم في ترسيخ السؤال والبحث عن مسرح مغربي له قوانينه وأسسه وأرضياته وفاعليه وصولا إلى تطوير الهيكلة في هذا الجسم المسرحي الذي هو أكثر من تنظيم ومجال للتنظيم بل هو أيقونة حراك مسرحي وشاهد فعلي على ديمومة حضور فاعل ومتفاعل، وبذلك أصبحت النقابة تحمل اسما دالا النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية، في هده الدينامية يعتبر الأستاذ عز الدين بونيت مهندس مرحلة ومخطط وحامل لمشروع إصلاحي هيكلي، لهذا نجد إسهام الرجل حاضر في كل هذه المراحل التي تقود الدينامية الجديدة في المسرح المغربي الحديث والمعاصر، كيف لا وهو منسق اللجنة الوطنية لإعداد الخطة الوطنية لتأهيل القطاع المسرحي بل هو معدها ومهندسها.وكخلاصة للمشروع يصرح الأستاذ عز الدين بونيت، بصفته الخبير صاحب رؤية: 1. فكرتي المركزية هي أن المسرح فن لا يمكن له القيام بمعزل عن الدولة بمعناها العام، وبمعنى آخر: تدخلات الدولة ضرورية إذا أردنا أن نرسي قواعد لممارسة مسرحية قادرة على الاستمرار والتجذر في المجتمع. 2- هذا يعني ان المسرح فن للدولة بقدر ما هو فن للمجتمع. ما لم نستوعب هذه الحقيقة سيظل حديثنا عن آمالنا المسرحية جرد حلم طوباوي عسير التحقق. 3- النهوض بالمسرح يقتضي النهوض بالثقافة ككل. لا بد للمسرح من مناخ ثقافي قادر على استيعابه واحتضانه كما تحتضن التربة النباتات وتمدها بالقوة التي تحتاجها للعيش. 4 - المسرح ليس ترفيها زائدا عن الحاجة، بل هو شرط ملازم لقوة الثقافة وقوة الثقافة شرط لازم لنجاح كل مشروع تنموي. هذه بعض من أفكاري الرئيسية التي اعتبرها حدودا ضرورية لكل تفكير جدي في خطط تطوير المسرح في أي بيئة ثقافية كانت. باسم كل فعاليات المسرح العربي عموما نتمنى لهذا المجلس الموسع لأمناء الهيئة العربية للمسرح كامل التوفيق والسداد نحو إعداد رؤية استراتيجية تنموية عشرية للمسرح العربي وضمنه سينتعش المسرح عبر كل الأقطار العربية، سيما وتشكيلته تضم أهم الخبرات المستمرة في الزمان والمكان.