جهاتجهة بني ملال خنيفرة

مطالب بإعادة فتح مستشفى الإمراض التنفسية بابن احمد المهمل

فوزي بوزيان

رفعت فعاليات مدنية وسياسية بالمغرب، نداء عبر مختلف وسائل الاعلام وصفحات التواصل الاجتماعي، تطالب من خلاله الحكومة المغربية بإعادة فتح مستشفى الامراض التنفسية الذي سبق لوزارة الصحة أن أغلقته سنة 2004، بمبررات لم تكن مقنعة حينها وانتفت حاليا مع انتشار وباء كورونا المستجد، ناهيك عن تزايد الامراض التنفسية عامة، والمعدية منها خاصة، لا سيما داء السل الذي لازالت احصائيات منظمة الصحة العالمية تؤكد ارتفاع نسب المصابين به

ويأتي هذا النداء الذي تحول إلى هاشتاغ الكتروني يتقاسمه المغاربة فيما بينهم مطالبين الوزارة بإعادة اصلاح وفتح المستشفى واصلاحه على غرار ما يعرفه مثيله مستشفى بنصميم للامراض التنفسية بافران الذي شرعت وزارة الصحة في إصلاحه قصد إعادة فتحه، وهما مستشفيان متخصصان في داء السل إلى جانب مثيلهم بإقليم الجديدة،سبق لوزارة الصحة أن أغلقتهم بقرارات غير مقنعة المبررات حينها، من مثيل إمكانية العلاج بالمنزل من داء السل، قرار اتخذ من دون أية رؤية استشرافية تطور الخدمات وتجود الأداء لمواجهة أمراض تنفسية متعددة أرهقت وترهق صحة المغاربة في ظل غياب المتابعة الصحية وارتفاع كلفة العلاج،
مستشفى الرئة بابن احمد كما يحلو لأهل المنطقة تسميته، شيده الفرنسيون سنة 1941، على مساحة 3490 مترا، يحيط به فضاء غابوي على مساحة تقدر ب 15 هكتارا، مشكلة من أنواع من الأشجار التي تم انتقاؤها بعناية لأدوارها المناخية والصحية والوقائية، على ربوة معزولة عن الساكنة

أصحاب النداء لايخفون تدمرهم من التهميش الذي طال هذا المستشفى ذي المعمار الهندسي الفني، والتقني، الذي أبدع المهندس الفرنسي في تصميمه بالمواصفات الطبية المتكاملة الأركان، مثانة وجمالية وتوزيعا، يبرزها تناسق طوابقه الاربعة بالإضافة الى قبو، بجدران عازلة تمنع تسرب العدوى، وتسهل كل إجراءات التعقيم، ويبررون مطالبهم بما يعرفه العالم اليوم من أخطار وبائية أصبحت سلاحا فتاكا تصيب فيروساتها الجهاز التنفسي بالخصوص، ويلحون على الحكومة أن تأخذ مطالبهم محمل الجد، وأن لا تفرط في مكتسب معماري أصيل تأسس بناء على دراسات خبراء متمرسين في الطب والمختبرات والهندسة بمختلف تخصصاتها، ناهيك عن الطاقة الاستيعابية الكبيرة من الاسرة التي يتوفر عليها المستشفى والاجنحة الخاصة بالعناية المركزة، مضيفين أن الامر لن يتطلب من الحكومة سوى إعادة إصلاحه، وتجهيزه، ليكون رافدا طبيا لمختلف الامراض التنفسية. وفي نفس الوقت لما سيلعبه من أدوار تنموية بالمنطقة والاقليم

متى ستتجاوب الحكومة مع الفعاليات المدنية والسياسية التي طالما نادت بمطلب إعادة فتح هذا المستشفى الرئوي؟ درءا لكل المخططات التي تتصيد الفرص للانقضاء على عقار بات في حكم المهمل. وما مدى صحة المشاريع الموعودة والمستقبلية التي تطفو على السطح بين الفينة والأخرى من قبيل اقتطاع جزء من هذا العقار لإنشاء نواة أو ملحقة جامعية ؟ وأين وصل مشروع مركز للتكوين الصحي به؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى