جلال كندالي
عرضت مؤخرا بمدينة القنيطرة مسرحية «بون ويكاند»، والتي من المنتظر أن تعرض في العديد من المدن الأخرى
«بون ويكاند» – تقول الفنانة مريم حليلي في تصريح لجريدة «الاتحاد الإشتراكي» – هي مسرحية تحاول الاقتراب من الإنسان أكثر، وبالضبط في تلك العلاقة المفصلية والمصيرية في حياته، وهي العلاقة الزوجية التي قد تبدو في ظاهرها علاقة اجتماعية عادية، لكن و بمجرد الاقتراب منها أو محاولة النبش في تفاصيلها، نكتشف أنها علاقة جد مركبة وخاصة في المجتمعات العربية.. علاقة – تضيف مريم حليلي- المسرحية عمل درامي يعكس توعكا اجتماعيا، « كما أعتبره دوامة اجتماعية يصعب الخروج منها إلا بوعي وإرادة قويتين»
النص يحاول تقول الفنانة مريم حليلي، بوح بكل تعثرات العلاقة الزوجية في مجتمعنا عبر نص قوي بدون طابوهات، أما على المستوى المسرحي، فهي تجربة تعلمت فيها الكثير، ونحاول الوصول الى الصدق في التشخيص كي تصل الفكرة وتكتمل الصورة.
وهي تجربة ناجحة بالنسبة لي على المستوى المهني والشخصي ترى مريم حليلي.
في هذا العمل المسرحي، يتم الكشف عن حقيقة الإنسان وهويته الشخصية و الاجتماعية و درجة وعيه و نوعية تربيته و تحدد مقدار نجاحه في الحياة عموما أو فشله
ففي عطلة نهاية الأسبوع كما تعالج ذلك المسرحية، تتوقف حياتنا العملية قليلا لتدع لنا فرصة للنبش في التفاصيل الزوجية المهملة، فتقلب الأمور على كافة أوجهها، ويتم البحث عن الحل أو في كثير من الأحيان، يتم البحث عن المشكلة
المسرحية تناقش هذا الموضوع الأزلي المتشابك والصاخب من خلال قصة زوجين موظفين لا يكادان يلتقيان إلا في عطلة نهاية الأسبوع، بداية من مشاكلهما الروتينية البسيطة إلى تلك المشاكل المسكوت عنها، والتي ربما تشكل الوتر الحساس في كل علاقة زوجية، حيث بمجرد البوح بها لا تعود العلاقة كما كانت من قبل، إما أن تنتهي إلى الأبد أو تستمر بشكل مغاير
لا مجال للعودة إلى الوراء في «بون ويكاند»، حيث يعيش الممثلان والجمهور حالة واحدة من البوح والاكتشاف و التطهر..، أو على الأقل لن يخرج الجمهور من العرض كما دخل، لا بد أن تعلق في الأذهان بعض الأفكار و بعض الأحاسيس من صلب المسرحية، بل من صلب حياتنا لم نشاهد إلا انعكاسا لها فوق الخشبة
وهذا بالضبط ما جعل المسرحية تحظى باهتمام خاص من طرف الجمهور واستقبال وتفاعل كبيرين في أولى عروضها، بالإضافة إلى امتلاكها لمقومات الفرجة المسرحية في كل عناصرها الفنية و التقنية
المسرحية من إنتاج فرقة رؤية فنية للمسرح و الفنون، تشخيص الفنانة مريم حليلي و الفنان رشيد برائم، تأليف عمر قرطاح، إخراج عبد الناصر بوكني، إدارة الممثل عبد الحميد أبو عنان، ديكور محمد بنايل، موسيقى زكرياء النويح، إدارة الإنتاج فاطمة بوجو، تنسيق سلسبيل الغزالي وتصوير عبد لله وديع
أقرأ التالي
22 أكتوبر، 2024
قصة وفاء للسينما والوفاء بالسينما: قصة فيلم يعلمنا درس الوفاء والوطنية والسينما
8 أغسطس، 2024
مركز المؤتمرات الصحفية للدورة 14 لمهرجان المسرح العربي، ببغداد، في كتاب
10 يوليو، 2024
نجاح رهانات المسرح والجنون بعقلانية الإبداع المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء
زر الذهاب إلى الأعلى