عصام البيض
ولا الصبر يضمد جراح السنون ولا الدمع الغزير، لا الصمود في وجه العوادي يكتم غيض القلوب ولا الجسد المكتسي، جميع الأماني تعاني عند طلوع القمر وبزوغ النجوم، كل الحب الذي يسري في العروق تصده متاريس من زجاج، الويل نهر يجري في أركاننا ومنه نشرب كأس الألم، القسمات تعكس العار وضيق الحيلة وإنكسار الفتى الحليم، فنلوم صاحب الترف على النعيم ونعاتب الأقدار، طي الكتمان أهدافنا والأسرار العظام، رغبتي في البناء وحلم العذارى قصور شامخات، تطل على بحر هادئ وتحفها أثمار النخيل، فنسعى جميعا إلى المقام الرفيع عند حبيب منتظر، أنا وهي والقوافل والخيام البالية، رغم مرارة الأيام والحفر في كبد الدروب، وعيوب تشوب المكان وأهل الحكم، فيستبسل المحارب حتى يذكره حبر التاريخ، مرغما في صعيد الأرض مغرما بالهمس عند السحور، هذا هدف سامي وأفق نبيل، هذا هو اليقين وسنة الأولين، فليكافح كل منكم ولا تفشلوا عند الجبال، الرجال قوامون والنساء حاضنات، شيء من الحديث المرح ينعشنا ويبعث الكلمات، أبيات الأمل وقد ألقاها في الأسماع، كي يشهد العابر حجم اللعنات وسوء الحظوظ، وبعدما تقنط أرواح اليائسين تتساقط أمطار السماء، قبل موعد موتنا بقليل، نلتقي دات مساء بهيج ونحتفل قسرا ونشرب المسكرات، فرحا وإنتقاما من بخل الأشجار، تحتار يا هذا وما الإفادة، وسام على صدرك يكفيك، عنوان البطولة والإمتناع، ما دمنا نسعى من أجل بلوغ المعاني فكلنا أبطال.