أعمدة ضاد24

دم الغزال

عصام البيض

روضها الرجل الجذاب دو الألحاظ الساحرة، إستدرج البكر إلى فراش وخطيئة، أسمعها شعرا أنضج أنوثة الصبية قبل الأوان، فتهاوت فرائصها تباعا غير مستعصية، تستجيب لنار النزوة تبادله قبلات، تنسى أمر العرض والشرف وليلة البناء المقدسة، تغرق في بحر عميق أمواجه دو علو عظيم، دقائق وقد سالت دماء وغدت العذراء امرأة مفتوحة الأبواب، لسعها الصل وأدمنت سم الأفاعي ومن يحنو عليك يا غزال…ليالي السبت والأحد معاركها الكبرى من أجل أجر وخمور، كي تعالج ألام الأماسي وتسلي زبون الجنان، ترقص فتثير وتضحك فتنير وأسنانها بيضاء ناصعة، يبدأ المزاد واللحم طري تتخطفه الأذواق، والنادل في المقصف مرسول كأنه قواد، وعازف الألحان يزيد الجو ميوعة وإسفاف، حتى يغنى رب العمل ويسر صائد الغزلان، سكرانة تترنح وقولها سب قبيح، تتقيأ أسقاما دفينة وتبكي غما عند طلوع الفجر، بجانبها ضبع وعلى الرف محارم وعازل وأفيون، أف للصباح والبارحة وتشابهت أيام العاهرات، إلا ذاك المساء…رافقت رجلا يبدي مالا وفيرا وعليه أثار الكرماء، قالت هذا صيد ثمين وجعة فاخرة تنعش الأنفاس، ركبت معه ولم تخف منه ولم تلاحظ ان على جبينه دينار، شيمة الغرباء في أوطان المسلمين، ساعة ونصف الساعة والطريق في ختامها، تلتهم السيجارة تلو الأخرى وتردد الأغاني، لا تحفل بالزمن والزمن ينطق حكمه بعد قليل، أوقف الغريب المحرك بغتة ونزل من السيارة دون إنذار، فتح الباب وطلب منها النزول، بصوت ناهر قوي وأن لعنة الله على الفاسقين، تسمرت في مقعدها غزال، يمسكها من شعرها يجرها جر الخروف صوب المذبح، وجدتهم جماعة، تفحصوها رغبة في أكلها وسيقانها ناعمة، مال عليها الزعيم وقضى أنها سبية وغانية، فقضوا منها حاجتهم وصلوا قبل التنفيد ركعات، والغزال ولينه وأحلامه وكل الماضي البئيس، سكون المستضعفين ودمع يجري على الخدود المصفرة، ثوان قليلة والصخر يغطيك فلا تبكي بعد اليوم، ومن بعدك تأتي السبايا إلى عين المذبح وتأكلها بطون الغرباء، لا يشفق الزعيم أبدا رغم حسن الغزال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى