#أخبارأعمدة ضاد24

الطاس والنفاق المبين

العربي رياض

لست في حاجة لأتحدث عن أمجاد ورمزية فريق الحي المحمدي الطاس ، فالمغاربة على اطلاع كامل بما يمثله الحي وفريقه الخالد، فقط أردت أن أركز على شيء ضرني كثيرا ، اليوم هذا الفريق بكل ما يحمل من محن وما يشكله من دفء يمثل المغرب في منافسة كروية إفريقية تتقاتل كل الفرق لتشارك فيها ، وهو ما يعد مفخرة لكل دروب الوطن ، عندما فاز الفريق بكفاح كبير بكأس العرش التي ستقوده لهذه المنافسات ، رأينا كل ألوان الوجوه التي تسابقت لأخذ صورة مع الكأس وقد أقول أن عدد الصور التي رايناها عبر وسائل التواصل الاجتماعي قد تصل إذا ما شتتناها أرضا حتى إلى مدينة الكويرة ، من بين الوجوه العديدة التي حنت لشعبية تترجاها مسؤولون في مؤسسات اقتصادية واجتماعية ومؤسسات عمومية وغيرها.

تفاءل الجميع خيرا واعتبر بان الطاس ستخرج من جحيم العوز وسيتم الالتفات إليها ، وأنا أتفرج في الفريق يدخل لإجراء المقابلات المدرجة في برنامج هذه المنافسة ، أتحسر وأنا ارى لاعبيها يدخلون بقماش أملس بدون مستشهر تدكرني وهي في ملعب الآخرين هناك في الأدغال بابن الدرب الذي تقطعت به الحبال ، لكنه يكابد بألم ليعود من الأهوال منتصب القامة …

فريق العربي الزاولي يوجد في قمقوم منطقة تعج بملايير الدراهم تدر على خزينة الدولة أموالا بالهبل ، صفوف مصطفة من المعامل والمؤسسات الاقتصادية الخاصة والعامة ولا مدير فيها ولا مسؤول ، خجل رمشه لتلك الصورة وبادر للدعم على الأقل حتى ينتهي الفريق من هذه المناقسات لوجه الوطن على الأقل ، الوطنية ليست جملة في قناة عمومية أو لقاء رسمي ، الوطنية فعل ، الوطنية ممارسة عملية بل الوطنية إقدام على المبادرة.

أتساءل عن إحساس اللاعبين داخل الفريق الذين يحذوهم الحماس والتحدي لتشريف وطنهم ليسهموا في مجد يسطر في تراب بلدهم ، كيف يشعرون في المستودعات بين مسؤوليهم فقط بينما البرد وحده يملأ الأجواء المحيطة بإعدادات الفريق وسفرياتهم ؟ أية خلاصة سيخرجون بها عندما تنتهي المنافسات ؟ كيف سنلوم شبابنا إذا اتخذوا مواقف غدا غير التي نرجوها ؟ فما الذي استفادوه من كل تلك المؤسسات الغليظة المحيطة بدروبهم البسيطة ، فيما هم يشعرون أنهم يضحون ؟..

الأعجب أن عمدة المدينة نجح في أزقتهم وقرب ملعبهم وهو الآن يرى أن الفريق يمثل المدينة التي يتشرف بتدبير شؤونها ولم يكلف نفسه تحريك الهاتف لأي مقاولة كي تدخل على خط دعم الفريق ، قد تحدث الطاس المفاجأة في هذه المسابقة وهذا ليس بمستحيل ، لكن على الجميع أن يتذكر أنها كانت وحيدة مغتربة ، اللهم إذا استثنينا دعم الجامعة، فلا داعي للتسابيق على التصوار خلال القادم من الأيام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى