العربي رياض
غادر عمدة الدارالبيضاء مقر المجلس تاركا وراءه كنزا كبيرا من الديون، وبرودة في أروقة البناية، بعدما تنازل عن كل اختصاصاته وفوت كل المشاريع ومفاتيح التدبير لشركات التنمية المحلية أو شركات التدبير المفوض وغيرها ، فهذا ما اهتدى له معلنا عن عجز في التسيير لم يسبقه مثيل ، العمدة القادم للدارالبيضاء سيكون عليه، بدل وضع برنامج عمل ينخرط فيه بمعية مجلسه، في أفق خلق حركية تنموية، أن يجلس قرب الآلة الحاسبة ويعد تركة الديون ويبحث عن حلول لتسديدها، لأن الخزينة تركت خالية على عروشها
أولى التحديات التي سيجدها المدبرون الجدد تسديد فاتورة النظافة، فصفقة جمع أزبال الدارالبيضاء تبلغ 90 مليارا في السنة، وعلى المجلس أن يدفع أقساطها شهريا، وبما أنه لم يكن يجد المداخيل الكافية فقد كان يتأخر في التسديد، إلى حين تدخل وزارة الداخلية لذلك كان البيضاويون على موعد شهري مع احتجاجات عمال النظافة الذين لا يتقاضون أجورهم في المواعيد المحددة كباقي الناس
من الديون المسكوت عنها أيضا، تلك المسجلة لفائدة شركة ليدك، والتي تفوق 90 مليار سنتيم تهم كهربة بعض المنشآت الجماعية وغيرها
اما المعضلة التي سيجد القادم للتدبير البيضاوي أمامه وبشكل مباشر، فهي الديون المستحقة لفائدة الموظفين الجماعيين والتي تهم الترقية الإدارية منذ 2018 إلى سنة 2021، وتبلغ قيمة هذه الديون إلى حدود الآن أزيد من 21 مليار سنتيم ، وهي سابقة في تاريخ الجماعات كون الجماعة مدينة لموظفيها ماليا
من الديون أيضا التي ستؤرق المجلس القادم هي تلك المتعلقة بالأحكام القضائية، كون الجماعة تراكمت عليها العديد من الأحكام بملايير الدراهم، وقررت باتفاق مع المحاكم أن تسدد مبلغ 8 ملايير في كل سنة لتسديد مستحقات هذه الأحكام
الطراموي سيكون بمثابة البعبع بالنسبة للمجلس القادم إذ عليه أن يؤدي 8 ملايير في كل سنة عن كل خط من الخطوط الأربعة لتسديد الفرق المسجل في الفاتورة للشركة المدبرة حتى لا يرتفع ثمن التذاكر على المواطن
ومن بين أهم الديون القرض الذي استلمه المجلس الحالي من البنك الدولي ، والمقدر ب 200 مليار سنتيم مع فوائد ستمتد إلى غاية 2035
فمن هو العمدة الذي يتوفر على العصا السحرية لفك شيفرة هذه الديون الهائلة ؟ ووفق أي برنامج سيتغلب عليها ؟
فالمجلس الحالي كان فاشلا في سن خطة يستفيد من خلالها من ممتلكاته المقدرة بحوالي 15 مليار دولار، وفق مكتب للدراسات قام بجرد للممتلكات الجماعية البيضاوية، علما أيضا أنه فشل في وضع يده على أمواله من المرافق التي يكريها، حيث بلغ الباقي استخلاصه في الولاية التي نودع 800 مليار سنتيم، أي بزيادة 191 في المئة مقارنة مع السابق