وحيد مبارك
استعرض الملك محمد السادس في خطاب العرش المفاتيح التي ساهمت على الدوام في رفع التحديات وتجاوز الصعوبات التي عرفتها بلادنا خلال مسارها التاريخي، مع التأكيد على عنصر الوحدة الوطنية والإجماع وروابط البيعة باعتبارها من عناوين قوة المغرب الأمس واليوم وغدا.
وعمل الملك بعد ذلك على توجيه تحية تقدير إلى المنتمين إلى الجسم الصحي والأمني والسلطات المحلية على المجهودات التي يبذلونها في مواجهة الجائحة الوبائية بثقلها الصحي والاقتصادي والاجتماعي وبكلفتها الصعبة، التي تم إبداع صيغ وحلول من أجل التخفيف من حدتها، منوها كذلك بانخراط المواطنين ومشيدا بوعيهم في إنجاح الحملة الوطنية للتلقيح، مشددا على أن معركة الحصول على اللقاح لم تكن بالسهلة، كما أكد في رسالة إنسانية بليغة مرة أخرى، على أن الملك يحس بنفس الألم الذي يحس به المغاربة ويتقاسم معهم نفس الشعور، قبل أن يركز على مسألة السيادة الصحية والخطوات التي تم قطعها لتحقيق هذه الغاية.
الملك محمد السادس، وبعد أن خصص حيزا مهما من خطابه للبعد الاقتصادي والاجتماعي وللآفاق المستقبلية التي يقبل عليها المغرب في ظل نموذج تنموي جديد، مؤكدا على أنه ستتوفر له كل الضمانات لكي تكون خلاصاته على أرض الواقع ذات أثر عملي ملموس بالنسبة لكافة المواطنات والمواطنين، ومن أجل صياغة الميثاق المنشود، وضع الجزائر أمام مسؤوليتها التاريخية لحلحلة المشاكل التي تقف في وجه تطوير العلاقات بين الجارين، وكشف مرة أخرى للعالم بأسره عن الوجه السلمي للمغرب، الذي لا يرتضي شرا لأية دولة فبالأحرى دولة جارة تربطه بها العديد من الروابط المشتركة، مؤكدا على أن المسؤولية السياسية والأخلاقية أمام الله والتاريخ ومواطني البلدين تفرض القطع مع الوضع الحالي وفتح الحدود، بالنظر إلى أنه لا أحد مسؤول عن هذه الأوضاع، وبالتالي فإن الرابح الأكبر منها هو الجسم الدخيل، الذي وصفه الملك محمد السادس بالعدو الحقيقي المشترك الذي يجب محاربته سويا، داعيا إلى الوقوف جنبا إلى جنب، وطي صفحة الخلافات ووقف ترويج المغالطات، مشددا على أن ما يضر الجزائر سيؤلم المغرب، وهو لن يرضى لها بالضرر.