يحيى المطواط – إيطاليا
بمدينة فلورانسا الإيطالية، شارك، يوم السبت الماضي، ياسين بلقاسم، بإسم الفضاء المغربي الإيطالي للتضامن، وفطامي عزيز رئيس فرع بيستويا لجمعية ما وراء الحدود، في ندوة تحت عنوان “طوسكانة والتعاون – من التنمية المحلية إلى الفرص الشاملة” التي نظمتها جهة طوسكانة ومنتدى الأنشطة الدولية لطوسكانة، وذلك في مقر الوكالة الإيطالية للتعاون والتنمية التابعة لوزارة الخارجية
وقدمت الندوة، زيادة عن تقرير مختصر عن أنشطة السنوات الأخيرة، رؤية وقراءة للتحولات الاقتصادية والسياسية الوطنية والدولية التي من شأنها طرح أرضية عمل مستقبلي يتماشى مع هذه المستجدات. وكانت مناسبة أيضا، لتقييم أنشطة الجهة وبعض البلديات في مجال التعاون الدولي التي تعرضت لانتقادات شديدة في اللقاء
وأكدت مونيكة بارني نائبة رئيس جهة طوسكانة والمكلفة بالعلاقات الدولية في تقديمها للندوة على “ضرورة الإنفتاح وإدماج جمعيات المهاجرين في تدبير مشاريع التنمية كفاعلين جدد الذين غالبا ما يحملون أفكارا وتجارب جديدة”. وقدمت العميدة لجامعة سيينا للأجانب معطيات التعاون الدولي لجهتها المتمثلة في 2 مليون أورو خلال أربع سنوات وتمويل 35 مشروع.
وضعت الندوة رهن إشارة المشاركين فرصة لمناقشة مواضيع متعلقة بالتعاون الدولي والتنمية وتقديم التوصيات عبر أربعة ورشات
وفي هذه المناسبة شرح ياسين بلقاسم وضعية الهجرة بإيطاليا ودورها الهام في تنمية إيطاليا، وطالب بالمساواة في التمتع بالحقوق الإجتماعية، منتقدا قانونا أقرته جهة طوسكانة يستثني العمال المهاجرين من الاستفاذة من السكن الشعبي في حالة توفرهم على سكن في البلد الأصلي. وطالبها، من جهة أخرى، بالضغط على برلمان إيطاليا من أجل المصادقة على الاتفاقية المغربية الإيطالية لعام 1994 المتعلقة بالحقوق الإجتماعية للعمال المغاربة وأسرهم
وفي إطار “التعاون المثمر ورابح رابح” التي تريده جهة طوسكانة عبر أرضية الندوة، رحب ياسين بإستثمارات طوسكانة ورجال أعمالها، وأكد أن “المغرب بلد جميل ومستقر، استقطب استثمارات أجنبية هامة بما في ذلك شركتي إينيل وإيني في مجال الطاقة”، و”يمكن لميناء طنجة الدولي الهام ربط ليفورنو وباقي أوروبا وآسيا بإمتياز”، ملتمسا من الكونفدرالية الصناعية الحاضرة في الندوة “التواصل مع المغرب لبحث سبل التعاون”
وفي موضوع دور البلديات والمؤسسات المحلية في التعاون الدولي، ناشد ياسين بلقاسم بتوأمات فعلية مع مدن فعلية وليس مع مدن افتراضية وغير موجودة، داعيا إلى تكثيف العلاقات الثنائية بين جهة طوسكانة وبلدياتها مع نظيراتها بالمغرب، و”تكثيف التواصل بين مدينتي فاس وفلورانسا نظرا لرمزيتهما التاريخية، حيث تمثل الأولى العاصمة الروحية والعلمية للمغرب، وتمثل الثانية العاصمة الثقافية لإيطاليا”
ومن جهته، تطرق السيد فطامي لأنشطة جمعيته في مجال قضايا الهجرة مطالبا بضرورة “فتح الحوار الجاد مع جمعيات الجاليات الأجنبية بشكل دوري ومستمر”
أما المستشار في قطاع الهجرة بجهة طوسكانة فيطوريو بولي فقد كشف: “يمثل المهاجرون في جهة طوسكانة 12 في المائة من أصل 3 ملايين و700 ألف نسمة، ب 455 ألف، يعملون هنا، يؤدون الضرائب أكثر من مما يحصلون عليه، ويتمتعون بإعانات بشكل لا يفوق الإعانات الموجهة للإيطاليين”
عرف اللقاء تدخلات مونيكة بارني نائبة رئيس جهة طوسكانة والمكلفة بالعلاقات الدولية، وممثل عن وزارة الخارجية، ولوكا ماستريبييري عن الوكالة الإيطالية للتعاون والتنمية، فرانكو كونزاطو عن مفوضية الإتحاد الأوروبي، وماتيو بيفوني رئيس فرع طوسكانة للجمعية الوطنية لعمداء إيطاليا، وممثلين عن جهات سردينيا وبييمونطي وإيميليا رومانية، وعرف مشاركة العديد من رجال الأعمال والجمعيات والنقابات والأكاديميين والمهتمين بقضايا التعاون الدولي والهجرة
يحيى المطواط رئيس الفضاء المغربي الإيطالي للتضامن