حوار معولم بين الفنون تاريخيا وفنيا على مستوى الرؤية والمسار والأنماط
- تقرير المسؤول الإعلامي: أحمد طنيش
1ـ مع الحدث:
تنظم مقاطعة الحي المحمدي والمجتمع المدني النشيط والفاعل المهرجان الوطني لظاهرة المجموعات بالحي المحمدي، والذي سيقام بمناسبة عيد الشباب المجيد، والذي تنطلق فعالياته من 21 إلى 27 غشت 2023 بشعار: “ظاهرة المجموعات التاريخ والمسار والأنماط”، عبر فضاءات متعددة ثقافية وفنية بالحي المحمدي داخلية وأخرى خارجية بالهواء الطلق، لتقديم البرنامج النوعي في الشكل والمضمون والرؤية أقيمت ندوة صحفية في المحور يوم الجمعة 18 غشت 2023، من الساعة الخامسة إلى السابعة مساء، سير أشغالها المسؤول الإعلامي للمهرجان، ذ. أحمد طنيش، وكانت فعالياتها متكونة من ذ. يوسف الرخيص رئيس مقاطعة الحي المحمدي ومروان الراشدي نائب الرئيس مفوض، باسم مجلس المقاطعة والسيدين، عبد الله لوغشيت بصفته مدير المهرجان، وفريد لمكدر المدير الفني، باسم فعاليات المجتمع المدني، بسطت فعاليات الندوة كل جزئيات المهرجان وكلياته أمام الصحافة المغربية، وقربتهم من البرمجة النوعية ومقترحاتها التي تجمع بين الفن والثقافة والفكر ورصد الذاكرة الثقافية الجماعية، وهي البرمجة التي تضم 4 سهرات و17 عشر مجموعة، وندوتين قطاعيتين فكريتين ومعرضا للذاكرة، وهي كالتالي:
- السهرات الأربع:
ـ الاثنين 21 غشت 2023: سهرة الافتتاح تحية وفاء لرمز الدورة المرحوم مولاي الطاهر الأصبهاني، والمجموعة التالي: إسلان، وميلود مسناوة، وجيل جيلالة، مع تكريم الفنان عبد الكريم القسبجي.
ـ الثلاثاء 22 غشت 2023: السهرة الثانية، وتضم المجموعات التالية: أحفاذ الغيوان، أهل الخلود، لرفاك، السهام، مع تكريم عبد المجيد مشفيق.
ومجموعة تكدة، مع تكريم، الفنان أحمد دخوش الروداني.
ـ الخميس 24 غشت 2023: السهرة الثالثة، وتضم المجموعات التالية: السلام، صرخة، أوثار، أفريكا سلم، لمشاهب، مع تكريم، الفنان محمد حمادي..
ـ السبت 26 غشت 2023: السهرة الختامية، وتضم المجموعات التالية: أولاد السوسدي، مسناوة، مع تكريم الفنان عبد الواحد مدوني..
والمجموعة الأسطورية ناس الغيوان، مع تكريم الفنان الكبير، عمر السيد..
- تقام السهرة الأولى في الساعة الثامنة مساء، وباقي السهرات في الساعة السابعة مساء، وذلك بفضاء بشار الخير، والدعوة مفتوحة في وجه العموم.
- يتكلف بتقديم وتنشيط السهرات، الفنانون التاليون، فريد لمكدر، توفيق أجبوب، بشار أبو المنال، أسماء المعاصر، رضوان شعيبي.
مباشرة بعد الحفل الختامي تنطلق الليلة الكناوية، التي تمتد إلى صباح يوم الأحد 27 غشت 2023….
- الندوات الفكرية والقطاعية:
إلى جانب السهرات خصصت البرمجة في وسط أيام المهرجان ندوتين قطاعيتين علميتين، هما كالتالي:
ـ الأربعاء 23 غشت 2023، الندوة الأولى “تأثير فنون القول في الغناء المجموعاتي” محمد باطما نموذجا، تأطير، الدكتور حسن حبيبي، والأستاذ عبد الرحيم باطما.
ـ الجمعة 25 غشت 2023، الندوة الثانية “اسهام الظاهرة المجموعاتية في تثمين الإيقاعات المغربية” تأطير الدكتور، سعيد جعفر، ومشاركة الأساتذة، حسن نرايس، العربي رياض، عبد الله رمضون.
- فضاء الندوات، الخزانة البلدية بالحي المحمدي، وستقام ابتداء من الساعة السادسة مساء، وهي مفتوحة في وجه المهتمين والباحثين والعموم، وباقي المجموعات الغنائية المشاركة.
تكاملا مع هذه المعطيات التي قدمت بسخاء من طرف اللجنة المنظمة المشكلة من مجلس مقاطعة الحي المحمدي برئاسة السيد رئيس المقاطعة، ذ.يوسف الرخيص، ومجلسه الموقر، وفعاليات المجتمع المدني الذي سيسيرون ويدبرون المهرجان على مستواه الفني والتقني والإعلامي، كان تجاوب فعاليات الندوة مع الأسئلة النوعية لأهل الصحافة والإعلام والتي أعتبرت إضافة نوعية وتفكيرا مشتركا ومشاركا في تطوير المهرجان وتأهيله إلى أن يصبح ملتقى دوليا، سيما وقد صرح أن بموازاة مع ندواته وسهراته هناك معارض فنية مفتوحة ترصد الذاكرة، وهناك منتظرات أخرى تتمثل في إعداد كتاب توثيقي عن ظاهرة المجموعات، تجمع فيها معطيات تاريخية ومسارية وأنماطية..
صرح السيد الرئيس، ذ.يوسف الرخيص في كلمته التي نستمد منها 4 نقط مركزية تعتبر ميثاقا وتعاقدا فنيا وثقافيا من خلال فكر وتصور المهرجان:
ـ الانتماء والمسؤولية للحي المحمدي، لكون الرئيس ابن الحي المحمدي ولع غيرة ابن الحي والمسؤول الجماعي والجمعوي؛
ـ نعتبر مسؤولية الحي المحمدي، شأن عام وطني من مدخل الفنون، التعاقد الضمني مع الحي كعاصمة ثقافية للثقافة الشعبية ومشتل ومهد ظاهرة المجموعات ومتحف الفن الغيواني؛
ـ الحي المحمدي ملتقى الفنون والثقافات بتاريخه ونستالجيته وإسهامه التراثي المادي منه وغير المادي، وبذلك فالمجال الفني بهذا الحي يعتبر الخيط الرابط لهويته؛
ـ نأمل بهذا المهرجان أن يلعب الفن في هذا الحي دوره التنموي ودوره التأطيري والتربوي للشباب واليافعين وكافة النشأ، كما نود أن يلعب دوره التواصلي والفرجوي مع العموم.
2ـ ظاهرة المجموعات والبعد التاريخي مسارا وأنماطا:
يعتبر ميلاد الظاهرة الغيوانية ظاهرة في حداته وإن تحولت الظاهرة مباشرة بعد ميلادها التاريخي والشرعي من مجرد شرارة البداية وقوتها وصدمتها ورمزيتها إلى حفر المكانة الثابتة والقوية والمترسخة في الوجدان الجمعي والتي أصبحت فيما بعد، باسهامات مشهودة لأعلام متعددين ومجايلات فنية منهجا يستلهم منه التصور والرؤية والمسار والأنماط؛ لذا علينا في البدء أن نحدد المفهوم، كون الظاهرة تنعث بها التجارب الجنينية التي تولد بدون مرجعية ولا بداية مخطط لها، عكس التجربة الغيوانية التي عمرت أكثر من نصف قرن وتجاوبت وتخاطبت مع الإرث والتراث حتى أمست نمطا فنيا بل حركة ومسارا غنائيا تجاوب مع باقي التجارب من العالم، هذا وفي إطار البحث في تاريخ الظواهر الفنية نجد النشأة والينوع والنضح شبيه ببعضه البعض، لأن كل هذه الظواهر نشأت في أحياء بسيطة وهامشية مثل الحي المحمدي الذي كان إلى الأمس القريب عماليا بامتياز وفي نفس الوقت فلاحيا ومع هجرات التي عرفتها تحولات العالم أصبح مكتظا وتناسلت إلى جانب البلوكات والعمارات عدة كريانات أخدت من الأسماء، صفات وحركيات وأسماء علم، كريان “الحايط” كريان “البشير” كريان “عيد العرش” كريان “القبلة” وهكذا دواليك، وفي الكريان تأسست جينالوجيات بشرية، كما نشأت بدرب مولاي الشريف أعرق دروب الحي المحمدي وأقدمها، تجارب بشرية مختلفة ومتنوعة المصدر الجغرافي وتداعياته، وبذلك تكون ونشأ الحي المحمدي الظاهرة كحي تم تولدت فيه ظواهر مختلفة فنية وثقافية ورياضية وجمعوية تم غيوانية بل وحتى بشرية وغيرها، والغيوان هنا نسبة إلى المعنى الذي يعني “أهل لفهامة” أي الذين يسبرون معنى المعنى ويدركون ما وراء المعنى، وهم الدراويش وأهل الصوفية والحكمة، ولعل الارتباط الأول بهذه الظاهرة كان بفضل الكلمة، وهي نفس الارتباطات لباقي الظواهر عبر المعمور، التي مارس أصحابها سلطة الكلمة البليغة النافدة المشخصة للأوضاع الاجتماعية والمتطلعة للتغيير، وهي النزعات التي تود أن توصل الخطاب بطرق فنية وبتعابير شعبية بدون لف ولا دوران ولكنها في نفس الوقت تركب الشاعرية والإشارات الدالة في المعنى والمبنى، مع توظيف الجسد والجذبة كلغتين تعبيريتين لهما الحكاية والتاريخ، كأقدم تعبير بشري، له معاني الصراع مع الطبيعة والحيوان بل وحتى الذات والآخر مع اختلاف العادات والتقاليد وتلاقحاتهما..
3ـ التاريخانيات والحفريات الأنثربولوجية:
في المهرجان الوطني لظاهرة المجموعات، نستحضر هذه التاريخانيات والحفريات الأنثربولوجية المترجمة عبر عدة تعابير وضمنها الأنماط الغنائية الشبيهة والمتزامنة في المولد والمنهج مع ظاهرة المجموعات الغنائية المغربية، والتي لها كل هذه المرجعيات، وبذلك فالمهرجان الوطني لظاهرة المجموعات للحي المحمدي هو أكبر من فسحة صيف ولقاء وفرجة، ونبش الذاكرة وتوثيق الشفاهي وتداوله وتحقيقه، إنه تواصل حي وحيوي مع الموروث الذي تسكننا جينالوجيته، ويعود بنا للأصول والجذور، وهنا نستحضر باقي الأنماط التي تلتقي ميلادا وتطورا وشيوعا مع ظاهرة المجموعات الغنائية الغيوانية، ونبدأ بالتروبادور الذي يشار في تاريخ الفن أن أصل هذا النوع الموسيقي ومولده أندلسي، والاسم مشتق من طرب “تروبا” وكلمة “دور”. كاد الإجماع أن يكون تاماً بين المؤرخين وعلماء الاجتماع على أن فتح العرب للأندلس كان أهم حدث حضاري اجتماعي وقع في العصور الوسطى، استفادت منه كل الشعوب الأوروبية بمختلف ألوان المعرفة من علوم وفنون وآداب، عبر زيارة الوفود للاستفادة من فنون المرحلة مع زرياب الذي كانت له مدرسة في قرطبة تستقبل البعثات من أوروبا واتسع أمام أفراد هذه الوفود المجال لتعلم هذه الفنون واستيعابها في دراسة وافية، والعودة إلى أوطنها متأثرة ومؤثرة، وبذلك ظهرت في القرن الحادي عشر “جماعات التروبادور” بجنوب فرنسا ثم في ألمانيا، وهي جماعات تتغنى بأوزان جديدة من الشعر استمدوها من ألوان الموشحات والأزجال الأندلسية، وألحان هي صدى التأثير وقد تشابهت في أغراضها مع الموشحات وفي طليعتها الغزل والتغني بجمال الطبيعة والمدح والحماسة. هو إرث نجده في مسكون فننا المغربي بكل أنماطه الحاضر فيما وراء النغمات والمقامات والتوزيع والحس الفني الذي يمثل رؤية كونية لكون الموسيقى لغة عالمية لكل البشرية، وقد ساهمت فيها كل الشعوب..
الموسيقى منذ أن نشأت كظاهرة فهي تخاطب الفطرة الطبيعية حتى وصلت إلى ما وصلت إليه من العلم والتقنية والإبداع. بالمغرب أنبأت ظاهرة المجموعات بالشيء الكثير، أنبأت بإحياء الغناء الجماعي بزخم كبير والذي يضم تلاقح الثقافات وأصوات الشعوب لكون المغرب استقرت به إثنيات تمثل العالم وسكان أصليون منفتحون على العالم، وأنبأت ظاهرة المجموعات بالإصرار على السير في تشييد عالم تتناغم فيه الأشياء والأقوال والناس، وأنبأت به الخطابات الجديدة، فكان نص ظاهرة المجموعات الغنائية متعددا وجامعا. متعددا من حيث التأويلات والاسقاطات، ومتعددا من حيث انكشاف النص الغيواني عن النصوص المستمدة من المكون الثقافي الشعبي والتراثي المشبع بالنغمات المحلية المرتبطة بمرجعية الهوية، وباقي النغمات المتعددة المصادر والجغرافيات وبذلك فالنمط الغنائي للمجموعات قريب من فن الدراويش والصوفيين والتروبادور، القريبون من فن المسرح الذي كان يعتمد في تاريخه على الكورس أو غناء الخشبة ومعظم باكورة أغاني هذه المجموعات كانت انطلاقتها المسرح لأن الفنانون في النمط المجموعاتي ليسوا مغنيين بالمعنى الكلاسيكي، بل هم ممثلون يغنون أو قل يؤدون مشاهد تعبيرية مغناة..
انطلقت في السبعينات من القرن الماضي المجموعات المؤسسة التي اتسمت بالظاهرة، كمثيلاتها في العالم، في البدء كانت محاولة التأصيل للنمط الغيواني الشعبي المغربي إحياء التراث الشفهي بموسيقى لها طابع مختلف، كما تجارب العالم، وسكبت عليها المجموعات حرارة التلاحم مع الجماهير كما فعلت تجارب العالم وتأثرت أغنية المجموعات بالمحيط العام للأغنية في العالم، الشعبية منها بالخصوص والتي جاءت في سياق تصاعدي كجواب على ضرورة ملء الأغنية بالإرث الإنساني.
ونصل إلى“الراب” الذي هو نوع من أنواع الغناء وأحد فروع ثقافة “الهيب هوب“ الرئيسية، وهو التحدث وترديد الأغنية بقافية معينة، وهو أيضا تسليم القوافي والتلاعب بالألفاظ حتى تتماشى مع القافية دون الالتزام بلحن معين، كما أن للراب والهيب هوب ظواهر ومجموعات أسست للجربة وطورتها، للراب خصوصية فينة كونه يؤدى بوجود الإيقاع أو بدونه (بما يعرف بالفري ستايل) وبشكل عام فإن صوت المغني أو المغنية ليس هو المعيار إنما نبضات الموسيقى نفسها وكلمات الأغنية، وهو تشابه مشهود في نمط المجموعات الغنائية المغربية.
نشأ نمط “الراب” كما “الهيب هوب” منذ عام 1970 في نيويورك تحديداً بحيّ البرونكس ولم يعرف إلاّ في عام 1979 جرّاء عائق الفقر الذّي لم يساعد في انتشار هذه الثقافة بسرعة وقد كان كرد فعل لما تعرضوا له من عنصرية وكنوع من التعبير عن الذات ضد المشاكل المجتمعية مثل الفقر والبطالة والعنصرية والظلم ليصبح ثقافة وفنا مستقلا فيما بعد. للهيب هوب علاقة مع موسيقى “الجاز“ التي تعتبر من الأعمدة اللي قام عليها “الراب”. في الفترة ما بين أواخر الثمانينات وحتى منتصف التسعينات، شهدت موسيقى “الراب” تغييرا جوهريا في اتجاه أسلوب الراب والانحراف عن الأشكال القديمة حيث أنه في الثمانينات كان “الراب” في الغالب يتجه إلى التراكيب ومركبات القافية البسيطة، اما التسعينيات فقد حررت “الراب” من هذه الأساسيات وخلقت أنماطا أكثر كثافة وتعقيدا، ظاهرة المجموعات ظهرت بدورها بالضبط بدء منذ سنة 1970، وانطلقت من حي كما باقي الظواهر العالمية وهذا الحي يشبه واقعه واقع تلك الأحياء والتي لها نفس الوشيجة والواقع الاجتماعي وظروف الحياة والعلاقات، من تم واكبت ظاهرة المجموعات الغنائية المغربية كما مثيلها في العالم المراحل التحولية في الشكل والمضمون ولكن من داخل التصور لمواكبة المستجدات وهذا سر آخر من أسرار استمرارية ظاهرة المجموعات..
انتشرت في السنوات الأخيرة ثقافة “الهيب هوب” في جميع أنحاء العالم بين فئة الشباب وخصوصاً من له أصول أفريقية فأنتشر في أوروبا وإفريقيا وآسيا وكان أحد أهم الأسباب نفوذ الثقافة الأميركية في جميع أنحاء العالم من خلال السينما ووسائل الإعلام المختلفة كما أن “الهيب هوب” يعطي الشباب حرية في التعبير ليست موجودة في أي فن آخر وكذلك السهولة بحيث يستطيع أي “رابر” كتابة كلمات ووضع موسيقى عليها من خلال برامج كمبيوتر جاهزة، هذا النمط الغنائي تأثر به الشباب عبر ربوع الوطن المغربي وعبر العالم العربي وبإفريقيا وبعض الدول الغربية، كما الهيب هوب والراب، ومورس هذا النمط بتوزيع جديد يواكب أحدث التطورات الموسيقية، كما أن تجربة المجموعات تعد مادة فنية لمجموعة من البرامج الوثائقية عبر العالم، ونجد تجربتنا الغيوانية والمجموعاتية هي الأخرى وجدت صداها في السينما المغربية والعالمية وتماجزت مع باقي الفنون..
4ـ مسار تجربة وحياتها والسبق الذي حققت بناس غيوانها:
لا تزال هناك الكثير من النقاشات الأكثر إثارة للاهتمام حول تطور “الهيب هوب”، ولا يزال الجدل مستمرًا ما بين المدرسة القديمة مقابل المدرسة الجديدة، ولكن هناك العديد من العوامل التي تجعل التغيير محتومًا ومن هذا المنطلق، خرجت عدة أنواع موسيقية من تحت مظلة “الهيب هوب” ومنها موسيقى “التراب”؛ إذ اعتمد مغنو “الراب” في المنطقة العربية أسلوب “التراب” الجديد ولكن مع مواضيع مختلفة جذريًا، ولكن مع الإبقاء على قسوة الكلمات وواقعيتها وموسيقى “التراب”– trap music هي نوع من “الهيب هوب الجديد” الذي بدأ ظهوره في أتلانتا في بداية الألفية الثانية. ويمكن لنا أن نُعرّف “التراب” كمزيج من “الهيب هوب” وموسيقى “الدانس” وموسيقى “الداب”، يميل إليه جمهور أصغر سنَا غير أن الدارسين والمتخصصين في مجال موسيقى الشعوب وفي التشخيص الفني الذي يستمد رؤاه العملية من الممارسين، يؤكدون أن التراب انطلقت به مجموعة ناس الغيوان منذ البداية في السبعينيات من القرن الماضي، لذا تعتبر ناس الغيوان اللبنة المؤسسة لظاهرة المجموعات والتي تحولت مع تطورها إلى نمط وحركة فنية راسخة ومدرسة فنية يستلهم منها، ويعد هذا الأمر سبقا فنيا حري بنا أن نحتفي به ونبرزه بحثا ودراسة ونمطا فنيا متميزا.
يلاحظ من خلال هذا الطرح والنماذج أن هناك حوار تام وكامل بين الفنون مع بعضها البعض تاريخيا وفنيا على مستوى الرؤية والمسار والكلمة والنغمة، كما يظهر أن ظاهرة المجموعات ليست محلية أو وطنية فقط بل هي دولية ومن خضمها خرجت الأشكال والأنماط التي تكمل بعضها ولا تلغي بل تغني..
من تم فالمهرجان الوطني لظاهرة المجموعات، هو أكبر من مهرجان، إنه متحف فني وثقافي وتاريخي مفتوح في وجه الأجيال المؤسسة والمعايشة والمواكبة والجيل المتأثر وجيل الاستمرارية؛ لذا تدعوا الضرورة أن تكرم التجربة من خلال خلق مهرجان بتراب الحي المحمدي الذي كان ومازال ملتقى الطرق والأجيال والفنون والثقافات..