الاحتفاء بالذكرى 48 لانتفاضة أيت باعمران من أجل التحرير والوحدة الوطنية

تحل يوم الجمعة الذكرى 48 لتحرير سيدي افني من نير الاستعمار في واحدة من ملاحم المغرب الكبرى من أجل التحرر و الاستقلال وصيانة الوحدة الوطنية، وقدمت منطقة آيت باعمران الأمثلة العديدة على الروح النضالية العالية والعريقة ومواجهة الوجود الاستعماري ومقاومة كل مخططاته التي ترمي إلى طمس هويتها. وقد حطت قوات الاحتلال بكل ثقلها بالمنطقة منذ 1934 بالنظر إلى موقعها الاستراتيجي كبوابة بحرية مؤهلة للإنزال العسكري والعمليات الحربية ولطبيعة أرضها الصالحة لهبوط الطائرات وتضاريسها التي تجعل منها حصنا يطل على امتدادات شاسعة من عمق تراب آيت باعمران والأقاليم الجنوبية عموما. وكانت قبائل آيت باعمران منذ بداية الأطماع الأجنبية والغزو الاستعماري ضمن مخططات المحتل وأطماعه بحكم الموقع الاستراتيجي للمنطقة ولاسيما منذ التوغلات الأولى للتجار الأوروبيين الذين حاولوا اقتحام سوس الأقصى وخاصة منطقة واد نون التي شكلت مصدرا للمعدات والوسائل الحربية ومصدرا مهما لتزويد جيش التحرير بالسلاح وذلك من أجل استكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية. وبعد عودة الراحل محمد الخامس من المنفى، تم الإعلان عن استقلال المغرب ولم يتم معه الإعلان عن استقلال منطقة سيدي إفني، ورغم ذلك حاول أهالي أيت باعمران التحضير للاحتفال بعيد العرش وبعد العودة المظفرة للمغفور له محمد الخامس، غير أن السلطات الاستعمارية الإسبانية واجهت ذلك بالقمع والتنكيل ونفي الباعمرانيين إلى جزر الخالدات، مما ولد الضغط واندلعت عدة معارك، منها معركة “الرغيوة” في 13 فبراير 1957 ، تلتها انتفاضة آيت باعمران يوم 23 نونبر والتي اعتبرت الانطلاقة الرسمية للتحرير مما أجبر الاسبان على الانسحاب والتقهقر إلى أن تم إعلان وقف إطلاق النار في 1958 ورفع الحصار المضروب عن مركز سيدي افني من طرف المقاومة.

واعتادت المندوبية السامية للمقاومة وجيش التحرير الاحتفاء بالمناسبة وإقامة أنشطة، حيث قررت المندوبية توشيح عدد من المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالإضافة إلى دعمهم ماديا وإلقاء كلمات بالمناسبة تستحضر بطولات المقاومين وتضحياتهم من أجل الوحدة الوطنية، كما سيتم ،وبتنسيق مع السلطات المحلية والمجتمع المدني، الإحياء المشترك للذكرى الثامنة والأربعين.