العربي رياض
لا يمكن لأي متتبع إلا أن يرفع القبعة لجمعية أحفاد الغيوان على المجهود الذي بذلته في النسخة الخامسة لمهرجان الحال ، هذه الجمعية المكونة من شباب فاجأتنا منذ انطلاقة المهرجان في نسخته الأولى بتمتعها بحس توثيقي يروم الاعتراف والامتنان لجنود خفاء الحركة الغيوانية ، بهدف تعريف الأجيال المقبلة على الدعائم الأخرى التي ساهمت في جعل الأغنية الغيوانية تأخذ كل هذه الفسحة من الانتشار، لتخرج نشاطها هذا من الاستهلاكي كما هو معمول به في مهرجانات أخرى إلى مهرجان تثقيفي يقدم الجديد ، فقد سبق للجمعية أن كرمت واحدا من أعمدة الغنية الغيوانية وهو احميدا الباهري أحد مؤسسي مجموعة لمشاهب في نسختها الأولى ، ثم قامت بتكريم الأستاذ أحمد واحمان المعروف ببلحاج والذي اشتغل إداريا مع الغيوان لسنوات طويلة ، وساهم إعلاميا في التوثيق لهذه المجموعة وأيضا لمجموعة لمشاهب ، وكان له الفضل في مساعدة عشرات الطلبة في بحوثهم الأكاديمية في الموضوع المتعلق بالتراث الشعبي والأغنية المجموعاتية عموما ، ليكون بذلك في الصفوف الأولى ممن يصونون هذا الموروث الثقافي والفني ، في النسخة الخامسة قررت أحفاد الغيوان أن تحتفي بعلم آخر وهو محمد الباهري واحد من مؤسسي لمشاهب ومجموعة لمشاهب وبنات الغيوان إلى جانب أخيه الفنان احميدة الباهري ، والجميل في المهرجان أن أحفاد الغيوان اقتحمت خلوة هذا الفنان في عزلته داخل عرينه وفضائه الأثري ” السليلة ” وفتحتها لوسائل الإعلام ليكتشف الرأي العام دور هذا الفضاء عبر العقود في تشجيع الفن والفنانين ، حيث كانت بمتابة ملتقى أو صالون فني للكثيرين ، كالعربي باطما وبزيز و الزاكي وبودربالة واللوز وبسطاوي وخويي والدكالي وغيرهم من الأعلام الفنية والرياضية والإعلامية ، وهي بحق معلمة لا يعرفها إلا العارفون بخبايا الذاكرة الفنية للمدينة ولا يعلم بها من يدبرون شؤون الثقافة والفن بالمدينة ، وبها نظم حفل التكريم للفنان الباهري خلال المهرجان بمشاركة الأستاذ بلحاج والفنان محمد المبشور والإعلاميان الباحثان عبدالله لوغشيت وعزيز المجدوب ن بحضور العديد من ممثلي وسائل الإعلام الذين استهوتهم السليلة وتارخ صاحبها
أحفاد الغيوان سيفاجؤوننا في النسخة الخامسة لهذا المهرجان بجعله دوليا منفتحا على ثقافات ما وراء البحار، لذلك كان من ضيوف المهرجان الشاعرة والكاتبة المكسيكية مارلين باسيني والفنانة التشكيلية القطرية أمال اليحياوي وفنانين من أصول مغربية مقيمين بأوربا وأمريكا وكندا ، فقرات المهرجان كانت متنوعة منها الثقافي والفني كما عرج على الشق الرياضي ، من خلال استضافة الرياضية هند أباتراب بطلة سباق السيارات الحاصلة على أربع بطولات وطنية بالإضافة إلى كأس العرش في سنة 2018 ، اما الشق الثقافي فتميزت بالندوة التي أطرها الهرم المسرحي والإعلامي عبدالمجيد فنيش بعنوان الفنون التراثية من الطقوسية إلى الفرجة وفقرة حكايات زمان التي قدمتها الكاتبة والحكواتية سعاد حمو ، أما الموسيقى والفن فقد أثث الفضاء الأزرق عدد من الفنانين والمجموعات منهم : مجموعة العاشقين برئاسة محمد المبشور، التي قدمت جزءا من ريبيرتوارها الجديد والمجموعة الأمازيغية إمديازن والفنانة هالة بنسعيد في وجبة الحضرة الشفشاونية والفنان ياسين نهرو وفاطمة الزهراء مرزوقي اللذان قدما وصلات من الطرب الأصيل ، كما شاركت الفنانة أميمة سولامي بأغاني مشاهبية وأخرى من إبداعها ومجموعة أرفود للموسيقى التراثية برئاسة أنس الكرش ، أما السهرة الغيوانية فقدمتها الفنانة نسيمة محمد وسميرة العمراني وسعيد ملحن والفنان جلال جلان رئيس مجموعة جيل الغيوان المقيم بفرنسا والفنان محمد مليح من الولايات المتحدة الأمريكية وأميرة قصري من الديار البلجيكية ، أما الفقرة الشعرية فنشطتها الشاعرة المكسيكية مارلين باسيني والشاعرة والقاصة رين مالكة أغريري والشاعرة خديجة لعبيدي والشاعرة الزجالة رجاء امحايمدةوالشاعر الغنائي عبدالله عطارد ، واشرفت على تقديم هذه الفقرات الشاعرة رشيدة فقري ، وكانت من بين الضيوف العرب على المهرجان الفنانة نور القاسم من البحرين والمقيمة في النمسا
الفن التشكيلي كان حاضرا في المهرجان من خلال لوحات قدمتها الفنانة القطرية أمال اليحياوي والفنان بلال زروق والفنان آيت بن العربي مولاي حفيظ المقيم بالديار الفرنسية
كما لاحظنا فقرات كثيرة ومتنوعة تختزل في شعار تلاقح الثقافات ، الغريب أن المهرجان لم يدعمه أحد ولم يتلق درهما واحدا لكنه كان غنيا وكبيرا بفضل اجتهاد شباب الجمعية المعتمدين على الإرادة والمغامرة ، إذا قارنت مهرجان الدارالبيضاء الذي تصرف عليه ملايين الدراهم والمنظم من طرف شركة الدارالبيضاء للتنمية المحلية ” الدارالبيضاء للتنشيط ” ، بمهرجان هؤلاء الشباب من أبناء الحي المحمدي لا تسعني إلا ” الهربة ” ، ولا أجد من مسلك سوى رفع القبعة لأبناء دروبنا