قال الحبر و #الفنان #دافيد_ميناحيم إن مشاركته في #مهرجان “الأندلسيات الأطلسية” جاءت تتويجا لإيمانه بفلسفة هذا #المهرجان القائمة على إرساء روح المحبة والتعايش بين الديانات. وتحدث الفنان اليهودي من أصول عراقية عن نشأته بالقدس وتلقيه أسرار الموسيقى العربية التي يغنيها في كل المحافل التي يحل بها، كما تحدث عن علاقته باليهود المغاربة بالقدس والذين اكتشف عن طريقهم الموسيقى المغربية، وأشياء أخرى تجدونها في هذا الحوار.
ـ ماذا تعني لك المشاركة في مهرجان “الأندلسيات الأطلسية” وفي مدينة مثل #الصويرة ؟
ـ الصويرة مدينة معروفة بسمعتها الطيبة في إحقاق التعايش والسلم بين #المسلمين و #اليهود ، وهي الميزة التي يختص بها المغرب ككل، لكن الصويرة تظل واحدة من الحواضر التي تتجسد فيها فلسفة التعايش والإخاء في المعيش اليومي للسكان وكذلك في التظاهرات الثقافية والفنية التي تحتضنها، بما فيها مهرجان “الأندلسيات الأطلسية” الذي أسعد بالمشاركة فيه، واكتشاف الجمهور المغربي الذي اكتشفت أنه شعب يعشق الموسيقى والفن ويرحب بالآخر ويتعايش معه، خاصة أنني عاشق للموسيقى العربية منذ الطفولة، وليس الأمر غريبا علي فأنا من أصول عراقية، والديا قدما من بغداد، رغم أنني لم أزر يوما هذا البلد وأتمنى ذلك، ولدي شغف خاص أيضا بالموسيقى الأندلسية التي تعرفت عليها عن طريق اليهود المغاربة المقيمين بالقدس.
ـ الملاحظ أنك متمرس على أداء الأغنية العربية الطربية من أين اكتسبت ذلك؟
ـ كما قلت لك عائلتي في الأصل من يهود العراق، وسبق أن تلقيت تكوينا خاصا، إلى جانب تكويني في الغناء الديني اليهودي “البيوتيم”، وفي أسرار المقامات الموسيقية العربية وآلاتها وطرق الأداء السليم في الغناء، منذ الطفولة وسبق لي أن شاركت مع موسيقيين عراقيين وأعضاء من فرقة “صوت إسرائيل” في أركسترا الإذاعة العربية، كما أن العراق كان معروفا بالعديد من الأصوات اليهودية التي ساهمت في انتعاشة الأغنية العراقية طيلة عقود منهم الفنان اليهودي الراحل صالح الكويتي الذي يعتبره الكثير من النقاد مؤسس الأغنية العراقية الحديثة، ورغم أنه بدأ في الثلاثينات إلا أنه يعتبر المؤسس وواضع الأسس والقواعد للأغنية العراقية، والذين جاؤوا بعده من الملحنين أخذوا على نهجه ومدرسته في التلحين والصياغات اللحنية والإيقاعية، وهو كان أول من أسس الأغنية المأخوذة أساسا من المقام العراقي، وأتأسف على مصير العراق الذي اندثرت الكثير من الأشياء الجميلة به، وأتمنى أن يأخذوا من المغرب دروسا في السلام والتعايش والمحبة.
ـ ما هي الصورة الأولية التي كونتها عن المغرب من خلال يهوده الذين عايشتهم بالقدس؟
ـ اكتشفت أن اليهود المغاربة لهم تعلق خاص ببلدهم، إذ يحرصون على الحفاظ على تقاليدهم وفنونهم وارتباطهم بكل ما له علاقة بالمغرب، حتى الأطفال الصغار هناك تجدهم يعرفون الملك محمد السادس ويلهجون باسمه، بل ويعرفون والده الحسن الثاني وجده محمد الخامس، كل هذا دفعني إلى الاقتراب أكثر من اليهود المغاربة الذين عشقت عن طريقهم الموسيقى الأندلسية التي تتمتع بثراء وعمق خاصين لا مثيل لهما في العالم العربي.
ـ هل تعتقد أنه بالموسيقى والفن بالإمكان تحقيق التعايش المنشود بين المسلمين واليهود؟
ـ من المؤكد أن هذه هي الطريق المثلى للوصول إلى هذا المبتغى، فالموسيقى تكشف المشترك بين البشرية قاطبة، كما أن الشعوب تتلاقح من خلال الفن، فمثلا نداء الصلاة لدى اليهود يتم على أنغام مشابهة للأذان لدى المسلمين.
ـ قدمت وصلة غنائية مشتركة مع المطربة الفلسطينية لبنى سلامة ما هي الرسالة التي تريدان بعثها من خلال هذا التعاون الفني؟
ـ نعم سبق أن غنيت مع لبنى سلامة بالعديد من الدول، ونحاول أن نوصل إلى العالم وجها آخر للعلاقة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، إذ عن طريق الموسيقى والفن يمكن تحقيق الكثير، كما سبق لي أن شاركت إلى جانب الحاخام حاييم لوك في العديد من التظاهرات الفنية الخاصة بالموسيقى الأندلسية أقدم فيها شذرات من هذا الفن بالعبرية.
أجرى الحوار: عزيز المجدوب (موفد “الصباح” إلى الصويرة)
في سطور:
ـ من مواليد القدس.
ـ فنان وحبر يهودي من أصول عراقية.
ـ درس التوراة وتلقى تكوينا خاصا في ال”بيوتيم” و”القبالة” وأسرار الموسيقى العربية.
ـ متخصص في تدريس الشعر والدراسات اليهودية للمغنين الإسرائيليين.
ـ سبق له أن شارك في العديد من التظاهرات الفنية منها مهرجان فاس للموسيقى العريقة ومهرجان العود.
أقرأ التالي
8 أغسطس، 2024
مركز المؤتمرات الصحفية للدورة 14 لمهرجان المسرح العربي، ببغداد، في كتاب
10 يوليو، 2024
نجاح رهانات المسرح والجنون بعقلانية الإبداع المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء
5 يوليو، 2024
مشتل المسرح الجامعي في المغرب، يكرم في أرض المغرس
زر الذهاب إلى الأعلى