ليس من باب العبث أو التطاول أو جرأة زائدة على شخص الرجل، اقصد رئيس مجلس مدينة الدار البيضاء عبد العزيز العماري ، نطرح هذا السؤال. فقدلاحظ الجميع غيابه عن مباراة الوداد البيضاوي، ضد فريق الأهلي المصري, في مقابلة مصيرية تابعها المغاربة من طنجة الى الكويرة، بل تابعها حتى جمهور شمال افريقيا من مصر الى موريتانيا وكذا الافارقة،و مختلف الجماهير في أنحاء العالم.
مباراة لها بعد قاري، خاصة وأن المغرب الآن يعود الى قواعده داخل افريقيا، ويثبت اقدامه فيها بكل ثبات، مما يتطلب الدفع بكل الخطوات التي تذهب في هذا الإتجاه.
وقبل هذا وذاك, فقلوب سكان المدينة الذين انتخبوا عبد العزيز العماري على رأس تدبير مدينتهم، كانت تخفق مع فريقها الذي يشكل رمزيتها الرياضية الى جانب الرجاء والطاس وباقي الفرق الوطنية.
كان حضور العماري ضروريا, اولا لتمثيل سكان المدينة الذين يدير امور شؤونهم المحلية. وايضا لمساندة فريق يصارع في بطولة شاقة، كي يرفع اسم البلد رياضيا.
كان حضوره كذلك إلزاميا كنوع من من الاعتذار للجماهير، التي عانت كثيرا من سوء تنظيم شركة تابعة للجماعة جعلت شريحة واسعة من الجمهور تتعرض ”للتسخسيخ ” والاهانة في مباراة سابقة.
المباراة أجريت في المدينة التي يسيرها، وفي الملعب الذي يديره بواسطة الشركة المذكورة، ويجريها فريق عريق، يقدم له المجلس منحا مالية كدعم. أي المفروض أن الجميع كان في ضيافة الجماعة الحضرية التي يدير أمورها، لكنه اختار أن لا يشارك المغاربة فرحهم أو حزنهم لو قدر الله وانهزمت الوداد.
تظاهرة كبرى يختار ان يغيب عنها ولم تظهر كاميرات التلفزة، حتى من ناب عنه ان كان قد ناب عنه احد, وهو ما يطرح السؤال ان كان المسؤول سيغيب عن مناسبة كهذه ,فأين سيظهر اثره؟
هنا يأتينا الجواب سريعا، عن سؤالنا الاول المطروح في العنوان.فرئيس المجلس حضر الى ماراطون الدار البيضاء الذي نظمه مدير شركة «الدار البيضاء للتنشيط» والذي كان ماراطونا فاشلا بكل المقاييس، وبشهادة جل المشاركين، حتى الأجانب الذين لم يفوتوا الفرصة ليمطرونا بتدوينات الشجب والتهكم.
لن أطيل، واسرد مجمل الاخفاقات التي سقط فيها الرجل خلال تدبيره القصير لشؤون المدينة، حيث يثبت وهو المسلح بأغلبية كاسحة، انه دائما يختار الجانب المؤدي للفشل وكأننا بصدد رجل يهوى الاخفاق. وقد اذهب بعيدا لأقول انه يعشق الفشل.
جمهور يقدر بالملايين ينتظر لحظة فرح، لكن الرئيس يختار ان يكون بعيدا عن فرحهم ولحظة نشوتهم، وهي النشوة التي انتظروها لسنين. ليجدوا أمامهم من يخلف الموعد مع التاريخ.
ذات الملاحظة يمكن ان نسجلها على وزير الشباب والرياضة، المفروض انه يمارس السياسة، ويزن مليا مثل هذه المناسبات، لكنه اختار بدوره الكسوف. قد يكون رئيس المجلس فيلسوفا كبيرا في «لفهامة» ويعتير نفسه فوق ”شي اعتبارات”. لكن ما يهمنا نحن البسطاء الى الله هو ان نجد من يدعم فرحنا كيفما كانت الاعتبارات.المسؤولية تحتم حضور من يمثل سكان المدينة، ويتقاضى تعويضات مالية مهمة أوصلوه اليها من حيث لا يحتسب.
نتحدث هنا بمنطق الربح والخسارة المالية بعيدا عن السياسة.