هل من المنصف أن تحب الصحافي حين يدافع عن قضاياك فقط؟
هل من المقبول أن تختزله في مجرد صدى لا غير؟
هل من معقول أن تختلف معه متى كتب شيئا يخالف هواك أو حتى قناعتك؟
هل من الطبيعي أن تعتقد بأنه مغفل، ساذج، جاهل، وتسعى لأن تمارس أستاذية ما عليه؟
هل يجب عليه أن يوضح كل الرسائل التي يوجهها، بما فيها تلك التي يجسّ من خلالها نبضا ما؟
هل من السهل تخوينه فقط لأنه لم يردد ما يراد تلقينه له بشكل ببغاواتي؟
أليس من حقه أن يطرح أسئلة مختلفة؟
أليس من حقه أن ينبّه، أن يحذر، لأجل سلامة وطنه ومواطنيه؟
أسئلة كثيرة تُطرح في عدد من الحالات العصيبة، التي يغيب فيها المُخاطًب، ويكون فيها خطاب وحيد في اتجاه واحد؟
أعود للتأكيد على أننا ضيعنا مدة ليست بالهينة، منذ ظهور الفيروس إلى اليوم، قبل وصوله إلى المغرب، كان من الممكن استثمارها في التحسيس والتوعية والتحضير لمواجهته بتعبئة كل القطاعات، أما وقد بات بين ظهرانينا، وفي انتظار رحيله عنا، فمن غير المعقول أن نعتمد تبخيسا، لنقول اليوم بأن الأمر يتعلّق بمسنّ، وغدا بمريض ربو، وبعد غد بمريض سكري، وهذا يعاني من أمراض القلب والشرايين، والآخر مصاب بداء فقدان المناعة، وغيرهم، كما لو أن هذه الفئات ليس لها الحق في الحياة.
الأكيد أن عوامل الخطورة يرتفع منسوبها عند الفئات “الهشّة” و “المستهدفة”، لكن هذا لا يعفينا من بذل المجهودات الفعلية، وتحمّل كامل المسؤولية، لأن غياب المحاسبة ليس مبررا لأي تهاون، فالمسؤولية هي أولا وقبل كل شيء أخلاقية قبل أن تكون قانونية، تترتب عنها مجموعة من الآثار، وهناك من يؤمن بها إيمانا تاما، وهناك من لا يقدّرها حقّ قدرها، لأنه في كل مجتمع وكل قطاع وكل بيت …، هناك الصالح والطالح.
الأزمات يجب أن نستخلص منها العبر والدروس، لا أن نتنفّس الصعداء بعد مرورها، ونعود إلى بياتنا وسباتنا. ومن يدافع لأن الأمر يتعلّق بطرف الخبز، فذاك حقّه، لكن عليه أن يتذكر بأن الأمر يتعلّق بأرواح، من الممكن جدا أن تكون قريبة منه أكثر مما قد يتخيّل.