#جلال_كندالي
الحلقة التي قدمتها الزميلة مريم قصيري بالقناة الأولى حول الأغنية الطربية التي شارك فيها العديد من الأسماء الفنية المغربية مثل حياة الإدريسي زينب ياسر محمد الزيات إلياس طه.أثارت ردود فعل إيجابية لدى الجمهور المغربي الذي استمتع بهذا الطبق الفني، وهو ما كشفه حجم التفاعل في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تنوعت وتعددت التعليقات المرحبة بهذه الخطوة التي انتظرها الجمهور في ظل هيمنة أسماء بعينها أريد لها أن تكون «نجوما» بشكل قصري ضدا في منطق الأشياء والطبيعة الفنية التي تميزت بها الأغنية المغربية منذ عقود خلت،قبل أن يتم الإساءة إلى كل هذا التراكم الإيجابي الذي كانت من ورائه نجوم اثرت الساحة الفنية بعطاءاتها وإبداعاتها سواء على مستوى الكلمات أو اللحن أو الأداء والأسماء هنا معروفة . وعوض أن يتم استغلال التراكم ويتم التجديد من الداخل، حدث الانقلاب على كل ذلك ،وتجند الإعلام والقيمون على المهرجانات وغيرها ممن لهم علاقة بالأغنية المغربية في مسخ هويتها،والتلاعب والنيل من الذوق العام باسم التجديد. حيث ظهرت الأغنية ” المخلجنة ” والكلام السوقي والسرقات الفنية من الجارةالجزائر وغيرها ،وتسويق كل ذلك باسم الأغنية المغربية،التي هي براء من ذلك، وللأسف عوض أن يتصدى الإعلام إلى كل ذلك،نجد البعض منه يزكي هذا الإسفاف، بل يدافع عنه بمنطق غير سوي. حلقة نجوم الأولى التي تقدمه الزميلة مريم قصيري التي احتفت بالاغنية الطربية ،فندت كل هذه الادعاءات والأباطيل.وأسقطت المقولة المصرية ” الجمهور عايز كده ” وهو ماترجمه حجم وعمق التدوينات في مواقع التواصل الإجتماعي بمن في ذلك فئة الشباب ،وهي الفئة التي ترتكب باسمها زورا وبهتانا هذه الجرائم ضد الأغنية المغربية. الفنان المغربي الشاب إلياس طه الذي شارك في هذه الحلقة والذي أطلق ألبومه الذي احتفى به الأغنية الطربية من خلال إعادة أداء أغاني أم كلثوم بتوزيع جديد ،عبر عن نفس وجهة النظر بالتشديد على رفضه المطلق لأداء عمل لا يستجيب لمعايير الإبداع الحقيقي والحفاظ على هوية الأغنية المغربية حتى من خلال التجديد،واعتبر أن الركض وراء جلب عدد المشاهدات بطرق التلاعب، واعتبار ذلك من معايير النجاح، هو سلوك غير فني ويضر بالأغنية المغربية ،ويقتل الإبداع الذي هو أساس أي عمل
كما أن الفن رسالة نبيلة يجب على الفنان الحقيقي أن يجتهد ويثابر من أجل رفع الذوق العام،فالفن بشكل عام مسؤول تحصين المجتمع والناشئة خاصة من كل المنزلقات .ويرى الفنان إلياس طه أن الأغنية الطربية لها مكانتها في المجتمع والجمهور متعطش لذلك ،يكفي أن يفسح المجال لها سواء في الإعلام أو المهرجانات ،والدليل على ذلك يضيف حلقة القناة الأولى وبعدها الحفل الذي أقيم بمدينة فاس مؤخرا، التي شاركت فيه الفنانة دنيا باطما، حيث أبان الجمهور مرة أخرى يقول إلياس طه عن تعطشه لما هو طربي ولما هو هادف وأصيل، إذ تفاعل الجمهور مع ماقدمته بشكل مبهر إلى درجة أن الجمهور أقبل على متابعة هذا الحفل وازداد يقيني بذلك حينما أصر على المطالبة بالمزيد من الأغاني مما يعني أن مقولة «الجمهور عايز كده» أكذوبة كبيرة، فبالعكس فهو مشتاق إلى ما هو طربي،انتهى كلام إلياس طه. أكيد أن لا أحد ضد الأعمال التي يمكن تصنيفها في خانة الإبداع،ولسنا هنا للإصطفاف ضد الأغنية الجديدة ،بل نزكي ونثمن الاجتهادات التي يبذلها بعض الشباب المبدع الذي يعمل جاهدا من أجل خدمة الأغنية المغربية بعيدا عن القطيعة الكاملة،لكننا ضد «الإجتهاد»الذي لايراعي الضوابط ،ويمارس الخديعة وآليات مغشوشة تضرب في الصميم هوية الأغنية المغربية،والادعاء بدعوى الانتشار،لكن كل ذلك مجرد ادعاءات لا تصمد أمام الحقيقة الصادمة التي تبين بالملموس أن هذا المنتوج لايعمر طويلا وأن عمره الافتراضي لايتجاوز السنة الواحدة ، وهذا خير دليل على أن الأصلح والأرقى هو الخالد و الأبقى.
أقرأ التالي
منذ 4 أسابيع
قصة وفاء للسينما والوفاء بالسينما: قصة فيلم يعلمنا درس الوفاء والوطنية والسينما
8 أغسطس، 2024
مركز المؤتمرات الصحفية للدورة 14 لمهرجان المسرح العربي، ببغداد، في كتاب
10 يوليو، 2024
نجاح رهانات المسرح والجنون بعقلانية الإبداع المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء
زر الذهاب إلى الأعلى