يحدث أن تعيش لحظات و أحداث مختلفة من خلال مداومة الجلوس في المقهى و بالاخص في حيكم، بحيت تمر خلال فترة إحتساء الفنجان و التأمل في شاشة الشارع عدة مشاهد و كأننا في صالة عرض سينمائي و أحداث بين الهيتشكوكية بخباياها و رموزها و أخرى درامية و ما أكترها..
يدخل المقهى يوميا و بشكل مداوم و مستمر ، لا أتحدث عن مريديها و الزبناء ، لكن هناك فئة عريضة تقصدها صباحا و مساء، لا تحتسي مشروبا و تكتفي فقط أحيانا بطلب شربة الماء، إنهم أصحاب التسول و إدعاء المسكنة و إذلال النفس.
ممارسة لا تمت للواقع بشئ، مجرد تشخيص و تمتيل و كاننا نعيش على مسرح و نلمس الإبداع بألوان غامقة مشتقة من السواد ممزوجة بدموع التمساح و مكر الذئب..
و ما يميز فن المسرح في التسول، السيناريو بكتابة أدبية و بلغة محلية، أحيانا يكون زجلا منظوما ومحكما يترك في نفوس الزبناء حزنا و تأترا يجعل الأيادي تقصد الجيوب لجلب الدريهمات.. و كأنها إحدى فنون الحلقة “بجامع الفنا” بالمدينة الحمراء. ناهيك على فن الديكور و الأدوات لجعل المشهد حقيقة، من ملابس رثة و ضمادات لإدعاء الإعاقة، و هناك من يوظف الأطفال والحاجة لإعانتهم على التربية..
و الغريب في الأمر أن هؤلاء الذين يزاولون هذه المهنة إذا اصحت التسمية لأنها تجني الكتير و تجعل صاحبها يمتلك كل شيء بدون أداء لضريبة او تأمين.. فهم يأخدون المال من أناس ضعفاء الدخل،. أصحاب العفة ،هم بالأحرى الأجدر للدعم.
ظاهرة إستفحلت بمجتمعنا و أصبحت تنخر قيمنا و عزة أنفسنا و تضرب أعرافنا و أفقدتنا الثقة في منح الصدقة، هناك من يقول : الاعمال بالنيات، و قد صدق، لكن الخلط يفقدنا الثقة في التضامن و دعم الأخر ، في غياب التصدي لهذه الظاهرة بنوع الحزم من خلال المقاربة الأمنية او عن طربق التحسيس و التأطير من مكونات المجتمع المدني، نهيك عن الأسرة و المنظومة التربوية.