إلى جانب زميلىي جلال كندالي كان لي شرف دباجة سلسلة حوارية من 30 حلقة مع صديقي الفنان الكبير المرحوم مصطفى سلمات في صيف 2003 ، ارتايت أن أشاطركم جوانب منها كما كتبت قبل 17 سنة وفاء لعطائه الفني وأيضا للاطلاع على جزء من مسار المسرح المغربي والكاريزما التي كان يتمتع بها الفنان…وهذا هو تقديم السلسلة :
العربي رياض
تكاد صورته ان تكون الصورة المرجعية للمسرح المغربي•• ولايمكن تخيل خشبة مسرح بالمغرب، دون ان تكون ملامحه الاغريقية، المتوسطية، بلحيته الكثة، التي غزاها الشيب الآن، حاضرة فيها•• في عينيه حزن طفولة عتيق، وفي التفاتته ليونة نسيم المساء، فيما صوته الذي يعلو سماء المسارح، يكاد يشبه رائحة تراب طيبة تطلع مع الروح بعد هطول أول المطر••
مصطفى سلمات، الذي سنرافقه هنا في رحلة تذكر، لرسم مسارات حياته في تفاصيلها الخصوصية والعامة، هو لحظة نبيلة لعلو كعب المسرح المغربي، منذ البدايات لهذا المسرح مع بوشعيب البيضاوي، مرورا بمدرسة الكنفاوي والمسرح العمالي للطيب الصديقي وانعطافة مسرح اليوم مع ثريا جبران وصولا الى الجيل الجديد الذي تخرج من معهد التكوين المسرحي بالرباط•• ولو كان هناك بعض وفاء – كتقليد نبيل وإنساني – فالرجل يستحق ان يحمل احد مسارح المغرب اسمه، أولا لأنه فنان صموت، لايهتم بغير الاثر الجميل الذي يزرعه في صدور الاجيال، ولم يدق بابا للاحتجاج او المتاجرة، وكانت سعادته الكبرى – وألمه الخاص ايضا – ان يدخل كل يوم على عائلته وابنائه، مدججا بالسمعة الطيبة، وان يقاوم من أجلهم، ومن أجل دراستهم ولقمة خبزهم النظيفة••
مصطفى سلمات، الذي لانتردد في الانحياز له إنسانا وفنانا كبيرا، نرافقه هنا وهو يفتح لنا دفتر أيامه، لنقرأ ونستفيد ونتعلم•• فحياة الرجل غنية، وتجربته الفنية لافتة، والرحلة معه ممتعة ورائعة••
ونحن نرافقه هنا في تذكاره لما مضى من الوجوه والاحداث والاعمال الفنية والسياسية والمجتمعية، نعترف له بالتقدير الكامل، ونقول له ما قيل لرجال كبار مثله من قبل: “شكرا أن كنت”••