عزالدين زهير
هو فنان تشكيلي بأكادير و مسؤول إداري برؤية مغايرة للاشياء، قادنا فضولنا الى سبر أغوار عالمه فني المتميز بطقوس حصرية وذي أهمية كبيرة في وقت تراجعت فيه العديد من الالوان الفنية لأسباب يصعب حصرها، يزاوج بشكل متواز بين مهنته الاصلية وهواية اضحت مهنته الثانية المفضلة لما تنطوي عليه من رسائل ذات ابعاد مختلفة أهمها التعبير عن الافكار والمشاعر من خلال تحويل المواد الاولية الى أشكال جميلة.
كرس توفيق لمليلي جانبا من حياته نحو الخلق الواعي لشيء جميل او هادف باستخدام المهارة والخيال، ينفق جانبا من وقته نحو ابراز جوهر الاشياء من خلال الاشكال الاسلوبية والرموز بأنواعها، تجسيدا للواقع من منظوره الخاص للعالم.
و تجسده لوحاته الفنية التي وصل عددها حوالي 71 لوحة منتصبة على جدران معرض بمنزله في غاية الجودة والاثقان، تختزن مجموعة من الترابطات الذهنية الموجودة في الطبيعة، يلمسها في عدة أوضاع مؤكدا تجربته الفنية الغنية القائمة على الابتكار والتفاعل التلقائي مع عناصر الطبيعة، مظهرا بذلك بعض المعاني والتأكيد عليها من خلال حذف أو إضافة.
يشتغل في هدوء بعيدا عن الاضواء إيمانًا منه بأن الفنان الحقيقي هو الذي يخدم الانسانية والقيم الكونية النبيلة وليس اللهث وراء مصلحة ضيقة
.يمضي جزءا من وقته في ورشة بمنزله مملوءة بقارورات الصباغة، وأنامله متحكمة في الريشة و محدقا في اللوحة التي يشتغل عليها مندمجا ومتفاعلا مع عالمه وكأنه في حديث معها، حيث يقوم بصياغة كل ما هو مأخوذ من الواقع الطبيعي بطريقة جديدة ملفوفة بلمسة احترافية، ووفقا لنهجه الخاص، لإبلاغ الهدف.
شخصية الفنان توفيق تبين لنا أن الابداع الفني هو أسلوب يمكن أن ينفرد به أي مهووس و يبصم على نجاحه محققا بذلك المتوخى والمأمول.