عزالدين زهير
نظمت الجمعية البيضاوية لأطباء الأطفال بالقطاع الخاص تحت إشراف السيد وزير الصحة والحماية الاجتماعية، فعاليات الدورة 25 للمؤتمر السنوي “الدكتور الحاج إدريس بنجلون” بمدينة الدارالبيضاء، أيام 11 و 12 و 13 يناير 2024، بمشاركة الجمعية المغربية لطب الأطفال، والجمعية الفرنكفونية لأطباء الأطفال، والجمعية الدولية لطب الأطفال، وبحضور ثلة من الأساتذة والأطباء الفاعلين والمهتمين بالشأن الصحي، مغاربة وأجانب.
و عرف هذا الحدث العلمي، توقيع اتفاقيتين جدّ مهمتين، تندرجان ضمن تعزيز الشراكات جنوب جنوب، تفعيلا للتوجيهات الملكية السامية، و ذلك من خلال توقيع كل من رئيس الجمعية البيضاوية لأطباء الأطفال بالقطاع الخاص الدكتور مولاي سعيد عفيف، ورئيسة جمعية أطباء الأطفال لإفريقيا السوداء للناطقين باللغة الفرنسية البروفيسور مريم سيلا، لاتفاقية شراكة تهدف إلى تجويد البحث العلمي، والتكوين الطبي الأساسي وكذا المستمر، لطب الأطفال في إفريقيا، حيث سيستفيد من البرنامج التكويني الذي سيتم تسطيره مختلف الأطباء الداخليين والمقيمين وعموم مهنيي الصحة بمجموعة من الدول الإفريقي، إلى جانب البرنامج المسطّر الذي سلّط الضوء على المستجدات الصحية المتعلقة بأمراض الرضع والأطفال، كالسكري والغدة الدرقية والربو وأمراض الدم وغيرها.
و بموجب هذه الاتفاقية، ستحدث الجمعية البيضاوية لأطباء الأطفال بالقطاع الخاص، الجائزة الإفريقية لطب الأطفال، التي ستكون موعدا سنويا قارا، وستضم لجنة الانتقاء والبث في عضويتها رؤساء جمعيات طب الأطفال الإفريقية في حين سيترأسها البروفيسور محمد بوسكراوي، عميد كلية الطب والصيدلة في مراكش. كما ستتحمل الجمعية البيضاوية نصف الكلفة المادية لكل الفحوصات والاستشارات الطبية عن بعد الخاصة بالأمراض الجلدية عند الأطفال، التي سيستفيد منها الأطباء الأفارقة الأعضاء في الجمعيات المعنية، في إطار شراكة مع مستشفى Argenteuil في فرنسا، الذي ستكفل بالنصف المتبقي من الكلفة المالية، والتي سيقدمها البروفيسور الاختصاصي إيمانويل ماهي، فضلا عن التكفل الشامل بطبيبين شابين في طب الأطفال المتميزين مقارنة بزملائهما، للمشاركة في أشغال المؤتمرات السنوية للجمعية البيضاوية لأطباء الأطفال بالقطاع الخاص.
أما الاتفاقية الثانية، التي تهمّ الشراكة شمال – جنوب، فقد تم توقيعها ما بين جمعية أطباء الأطفال الناطقين باللغة الفرنسية والجمعيات الإفريقية الفرنكفونية لطب الأطفال بشراكة مع الجمعية الفرنسية لطب الأطفال، وتهدف بدورها إلى دعم أهداف اتفاقية الشراكة الأولى، ووقعها ممثلون لجمعيات طب الأطفال في المغرب وتونس وموريطانيا والسينغال وفرنسا، إضافة إلى مسؤولي الجمعيات الممثلة للتكتلات الطبية الإفريقية.
كما أشادت الجمعية البيضاوية لأطباء الأطفال بالقطاع الخاص، وهي تتقاسم مع الرأي العام الإعلامي خاصة والمهتمين بالشأن الصحي وبطب الأطفال عموما، بكل المجهودات التي تم بدلها لإنجاح هذا المؤتمر، الذي يعتبر موعدا طبيا، مغربيا، مغاربيا، إفريقيا ودوليا، يشد إليه الاهتمام من طرف الأطباء والمختصين في المجال من دول مختلفة الذين يتابعون أشغاله، سواء بشكل حضوري أو عن بعد، باعتماد تقنية التناظر المرئي، كما تؤكد على أنها ستواصل تمثيل المغرب تمثيلا مشرفا في الساحة الإفريقية خاصة، والدولية عامة، ومساهمة من موقعها في تعزيز الشراكات جنوب جنوب وتطوير المنظومة الصحية، مشددة على أن الاتفاقيتين تشكّلان نموذجا مصغّرا للعمل الجاد والمسؤول الذي يتم القيام به، والذي يساهم في إنجاحه كل الشركاء والفاعلين والمتدخلين.