عزالدين زهير
تعددت المبادرات الفردية والجماعية التي تم القيام بها لفائدة المتضررين من زلزال إقليم الحوز، منذ الساعات الأولى لوقوعه وإلى غاية اليوم، واتخذت أشكالا مختلفة، أغلبها تم بعفوية وبمبادرات خاصة، لكن بعض المبادرات كانت متميزة، على مستوى الكمّ والكيف، بالنظر للكيفية التي تم تنظيمها بها ولطبيعة الجهات المنظمة لها، ومن بين القافلة التي شهدتها منطقة آيت تمليل يوم الأحد 24 شتنبر 2023.
قافلة انطلقت من وجهتين مختلفتين لكن برؤية واحدة وبتنسيق مشترك، من كل من الدارالبيضاء ومن مكناس، والتي عرفت مشاركة مجموعة من المؤسسات والتنظيمات الصحية بالقطاعين العام والخاص وجامعة السلطان مولاي سليمان، تحت إشراف كل من وزارة الصحة والحماية الاجتماعية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وبشراكة مع الوكالة الوطنية للتأمين الصحي، والمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد وكلية الطب والصيدلة بالدارالبيضاء، والفيدرالية الوطنية للصحة، وجمعية قطرة الحليب، والجمعية البيضاوية لأطباء الأطفال بالقطاع الخاص، والفيدرالية الوطنية لنقابات صيادلة المغرب، والفيدرالية المغربية لصناعة الأدوية والابتكار الصيدلي، والجمعية الملكية المغربية لأمراض النساء والتوليد، والمجلس الجهوي لصيادلة الجنوب، والتجمع النقابي الوطني للأطباء الأخصائيين بالقطاع الخاص، و “صوفا سانتر”، وغيرها من الجمعيات الأخرى.
وإذا كانت القافلة الطبية والتضامنية التي التقت مكوناتها في ايت تمليل، قد حققت ما سطرته من أهداف، فإن هدفا آخر قد سجلته والمتمثل في توحيد جهود القطاعين العام والخاص، وتأسيس شراكة فعلية، بالشكل الذي يساهم في خدمة المواطنين على أكثر من صعيد، وهو ما يجب أن يشكل مثالا للاقتداء به للدفع بكل المبادرات التي تساهم في تحقيق التنمية والاستفادة من العمل المشترك الذي تم القيام به خلال جائحة كورونا الذي يجب أن يتطور أكثر فاكثر.
وجدير بالذكر أن قافلة ايت تمليل قد عرفت مشاركة 43 طبيبا وطبيبة من تخصصات طبية مختلفة تتوزع ما بين طب الأطفال، والنساء والتوليد، والجراحة، والجهاز الهضمي، والطب النفسي وغيرها، إلى جانب 11 صيدلانيا، فضلا عن 20 شخصا من الطاقم المرافق المساعد، القيام بفحوصات طبية وتقديم خدمات صحية وعلاجية بلغ عددها 1665 فحصا في كل التخصصات واستفاد منها مواطنون أطفالا ونساء ورجالا من أعمار متفاوتة، كما تم توزيع الأدوية على المرضى والمساعدات المختلفة على الساكنة المتضررة من تداعيات زلزال الحوز، والتي توزعت ما بين حليب الرضع، ملابس، حقائب بلوازم مدرسية، العاب الاطفال، الحلويات المختلفة، كشافات ضوئية بالأشعة الشمسية، افرشة، بطانيات، مواد غذائية وغيرها. كما تم خلال هذه القافلة القيام بتحاليل بيولوجية وفحوصات بالصدى للمرضى الذين هم في حاجة إليها إلى جانب تنظيم ورشات لفائدة الأطفال توزعت ما بين حصص للرسم والألعاب السحرية وباقي أنشطة الأطفال المختلفة.