العربي رياض
موضة جديدة اكتسحت الدار البيضاء منذ مدة لم يفهم معها المواطن أي شئ، تتجسد هده الموضة في تفن بعض العمال في الابتعاد من المواطن .
جيل جديد من العمال على مستوى السلوك في ما يخص ابتكارهم لمفهوم جديد للتواصل ، عنوانه الكبير ” الصيام التام من ملاقاة المواطنين ” تحس أحيانا إزاء بعضهم وكأنك بصدد اشخاص مصابين بالاكتئاب يفضلون الانزواء وهجر الناس المؤتمنين على مصالحهم ، أو أمام أناس يقضون عقوبة داخل مكاتبهم لأخطاء قبلية مقترفة و”حوكم” عليهم بالعزلة داخل رقعة تعج بالناس دون التكلم مع أحد…الاستغراب يزداد، عندما نعلم أن هناك عمالا لم يرهم المواطنون منذ تعيينهم، ولم يتشرف بمعرفتهم أي مشتك أو مظلوم …
مناسبة هدا القول هو التنديدات الأخيرة سواء من لدن مواطنين أو ممثلين للمجتمع المدني ، أو منتخبين كما فعلت احدى المنتخبات خلال الدورة الأخيرة لمجلس مقاطعتها ، حينما وجهت سهام انتقاداتها الى عامل المنطقة ومسلكياتها التي تذهب في اتجاه عدم التحاور مع المجتمع المدني ، وكما فعل أحد ممثلي جمعية تعنى بذوي الاحتياجات الخاصة حينما انفجر في وجه مسؤولين بمقر العمالة التي يقصدها، لأن مقر جمعيته يوجد بنفوذ ترابها حينما طلب منه للمرة الرابعة أو الخامسة ملء طلب والانتظار لأيام إن كان يريد مقابلة العامل؟ ، والحال أن الرجل يسير جمعية من الجمعيات الأساسية في الحقل الاجتماعي والسلطة هي من تحتاج لخدماته وليس العكس ، حيث صرح عقب ما حصل له ” باز للمواطن المغلوب على أمره مع هؤلاء إذا كان تعاملهم هكذا معنا نحن الذين راكمنا معاملات مكثفة مع السلطة حتى أصبحنا نعتبر من أبناء الدار كما يقال، فما هو حال تعاملهم مع من لا يعرفونهم ؟” أما أحد العمال في منطقة تعيش الهشاشة أصبح معروفا في الأوساط الشعبية بعبارة ” الغابر الظاهر ” أو الرجل الذي “لا يشاف ولا يرى” ( بضم الياءين ).
عدد من المهتمين اعتبروا أن هذا يحصل كثيرا مع عمال لم يتدرجوا في أسلاك الداخلية ولم يتعاملوا بشكل مباشر مع الشارع ، ولايقيسون جيدا نبضه ولا يعلمون جيدا بأن ليس للمواطن مقصد غيرهم، فهم المؤتمنون على أمنه محليا وحتى على تغذيته إن كان معوزا وما إلى ذلك ، وهناك من ذهب الى أن بعض العمال لا يقوون على مجابهة المشاكل بسبب غياب الحماية في حالة الاجتهاد غير المرتكز على أوامر مباشرة من الداخلية، لذلك يفضل البعض تفويض تدبيرات معينة الى ادارته “ليضربها ب غبرة ” الى حين انتهاء ولايته واستحضار كعكة جديدة من المناصب …
هكذا يبقى المواطن يواجه أبوابا بنية سميكة مغلقة وعددا من الوجوه تمثل البروتوكول العاملي، تعامله بغير قليل من الأدب والسخرية أحيانا لكن عندما يذهب العامل الى منصب آخر تقر هذه الوجوه الى المواطن بأن عاملهم السابق لم يكن في المستوى وبأنه…….الخ
هذا التعامل وبحسب البعض فيه تبخيس للمواطن وضرب لكل المجهودات التي قامت بها الدولة لتجويد أداء الادارة ،الدار البيضاء كما يعلم هؤلاء لها خصوصيتها وقد ” ناضلت ” الادارة قديما لكي يستتب فيها السلم المجتمعي وتكون بعيدة عن أي احتقان لأن تجاربها في هذا الباب جد مريرة ،لذلك كان ولاة وعمال من طينة مطيع وبنهيمة في حوار دائم ولقاءات مضطردة مع الناس في الشوارع بعد أن ” اقتلعوا ” أبواب مكاتبهم وتقربوا أكثر من المواطنين، وهو الأمر الذي جعل عدة مشاكل تحل بسلاسة عجيبة وتحولت المدينة من مدينة الاضطراب الى مدينة الاطمئنان وهاهي اليوم سائرة نحو عواصم المال والأعمال ان لم تعترضها مثل هذه السلوكيات …
لهذا إذا كان هناك عامل يرى أنه أكبر من المهمة التي هو فيها، فما عليه الا أن يرفض المنصب في انتظار المنصب” الكبير” الدي يناسبه بدل ” التبعكيك ” على المواطن الذي بسببه يجلس على ذلك الكرسي ، وبدل أيضا من أن يتسبب في مشاكل الكل في غنى عنها خاصة في هذه الأوقات..
نقول هذا عسى أن ينتبه لفتيت ، الذي أصبح اليوم على علم مباشر بمفهوم الاحساس بالحكرة، أو غيره في الداخلية ممن لا يشبهون العقلية التي تحدثنا عنها الى هذه الأمور..