العربي رياض
لا شك أن مركب محمد الخامس بالدارالبيضاء يعد معلمة وطنية ومنشأة رياضية نفخر بها ، لأنها من أولى المعالم الرياضية الكبري في العاصمة الاقتصادية ، لكن أما آن لهذه المعلمة أن تزداد رونقا وبهاء يتماشى والتطور الجمالي الذي تشهده باقي المعالم عبر العالم ؟ فرؤية جدران هذا الملعب تخدش المنظر العالم لا لون لها إلا لون الإسمنت المسلح و”الكياس” كمن سيج أرضا عارية وفر لأغراضه إلى حين ، ومنظر السياج الحديدة يزيد المشهد قتامة ، وكأن البناية معتقلة أو يجري بداخلها ما يوحي بالخطر وليس طبقا رياضيا فرجويا ، وفي الحقيقة عدم الاهتمام بما هو خارج الأسوار يبدو وكأنه ثقافة متفشية لدينا ، بدءا ببورجوازيتنا وصولا إلى طبقاتنا الشعبية ، فوأنت تمر بقرب الفيلات الراقية تبدو لك فسيحة وجميلة وإذا ما ولجتها تجدها تضم أثاثا رائعا وزخارف قمة في الإبداع ، وأنواع مختلفة من الأغراس وما إلى ذلك لكن في جنبات الفيلات تجد الكلاب الضالة وأحيانا مزابل ومناظر تمزق العين ، لأننا لا نهتم بالفضاء وما يعنينا هو المغارة التي نحن فيها
22 مليارا هو حجم الأموال التي خصصت لإعادة تأهيل هذه المعلمة الرياضية ، في إطار البرنامج التنموي للدارالبيضاء 2015/2020 ، الذي أفردت له الدولة أكثر من 3300 مليارا في أفق جعل الدارالبيضاء عاصمة للمال والأعمال ، ونقطة جذب للاستثمارات الدولية والسياحة وما إلى ذلك ، لكن الملاحظ أن المدبرين اهتموا بالداخل وتبثوا كراسي اقتنوها من هولندا أو غيرها وحدها شركات التنمية المحلية التي تكلفت بالأمر تعلم ذلك ، ووضعوا ألوانا هي نفسها تدعو للنقاش هل تلك الألوان خضعت للدراسة ومن أين تمتح فقاعتها ؟ هل من هوية المدينة أم من تراث معين أو فلسفة أخرى يفهمها وحده صاحب الطلاء ؟ لكن لم يتم الاهتمام بتاتا بالفضاء والأسوار الخارجية للملعب ، وهنا يأتي دور الشركة المدبرة للملعب ومعها المجلس الجماعي فهل فكر هؤلاء يوما في اللجوء إلى أهل الاختصاص في الإبداع التزييني ، لإضفاء لمسة جمالية على تلك الأسوار المسلحة بلون الإسمنت ؟ ما أرى الشركة المدبرة المكلفة بالتنشيط إلا أنها تسارع لوضع اليد على كل ما هو جاهز ، ولكنها لم تكلف نفسها إبداعا ما ، كأن تعقد اتفاقية مع المدرسة العليا للفنون الجميلة للقيام بهذه المهمة أو تدعو مؤسسة أخرى تتمتع بتخصص في الفن التكنولوجي وغيره لخلق بهاء لهذه المعلمة الرياضية يمحو المشهد الحالي الذي لا لون له