الأغنية تعالج ظاهرة الانشغال بالعالم الافتراضي على حساب الواقع الحقيقي
جلال كندالي
أطلقت الفنانة هدى سعد عملها الفني الجديد “قد بيها” من كلماتها وألحانها، توزيع أسامة سامي
موضوع الأغنية، الذي اختارته الفنانة هدى سعد، اجتماعي بامتياز، أصرت من خلاله على تمرير رسالة واضحة وصريحة لمن يهمه الأمر، خاصة نساء العالم الافتراضي، حيث انغمست هذه الفئة التي تخاطبها هدى سعد في أغنيتها الجديدة، في أجواء وأوهام العالم الافتراضي من خلال أدواته المتعددة، من سناب شات، فيسبوك، انستغرام وغيرها، إذ تماهت هذه الفئة من النساء مع ما يحدث ويجري في هذا العالم المبني على الأوهام، ولايمت للواقع بصلة، الشيء الذي جعل هذا الصنف من النساء منفصلا عن الواقع الحقيقي، وهو ما أكدته الفنانة هدى سعد، في تصريح لها ، وكشفت” أن أغنيتها الجديدة، تناقش موضوع الفتاة المنشغلة بالعالم الافتراضي وتناست الواقع” .
الرسالة التي اختارتها هدى سعد، موضوعا لعملها الفني الجديد، لا تنطبق على حالتها الشخصية، كما ذهب البعض إلى ذلك، مباشرة بعد إطلاق الأغنية، حيث شددت في ذات التصريح، على أن هذا العمل الذي كتبت موضوعه أيضا،” غير معنية به كشخص، لامن قريب ولا من بعيد، بل حرصت على إثارة هذا الموضوع الذي أصبح يشكل ظاهرة مجتمعية”
وقد أوضحت ذلك في تدوينة لها في صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، حيث قالت: “
ترددت كثيرا قبل أن أكتب في هذا الموضوع، ربما تفهم الرسالة بشكل معكوس، ويعتقد الناس أنني أسرد قصتي، الحمد لله، الرسالة واضحة وقد وصلت، باختصار شديد أردت من خلال هذه الأغنية نشر الوعي، إذ سيطر العالم الافتراضي على بعض العقول، وهو في الطريق إلى تدميرها، عش الواقع وانس الخيال قبل فوات الأوان”، وختمت تدوينتها بالقول، “أنا راه معانديش السناب والفايس”
من خلال الاستماع إلى أغنية “قد بيها”، يمكن للمتلقي أن يستحضر أمام عينيه، العديد من النماذج التي تقصدها الأغنية، وهي نماذج متعددة، سواء أكانت نماذج معروفة، منتمية إلى مجالات متعددة، وأكيد منها المجال الفني، يمكن استحضارها بسهولة وبدون عناء تفكير، أو نماذج غير معروفة، لكنها تماهت هي الأخرى مع طقوس وأجواء العالم الافتراضي، وأصبحت حبيسة لمنطقه وقواعده، لكن هذه الأحلام والقصور التي تبنى في عالم الخيال، سرعان ما تتبخر وتتهاوى بسقفها على رؤوس الشخصيات التي تخاطبهم الأغنية، حينما ينتبه المرء إلى واقعه الحقيقي، الذي لايمت لما نسجه وبناه في مواقع التواصل الاجتماعي بكل تلويناتها، بأي صلة
هذا الواقع، كما يستنبط من موضوع الأغنية، ساهمت هذه العقليات والسلوكيات في هدمه، وأسوأ مافي ذلك، أن يجد المرء نفسه منفصلا عن نصفه الآخر