عزالدين زهير
عرفت الندوة الافتراضية التي نظمتها الجمعية الوطنية للمصحات الخاصة حول مساهمتها في مواجهة كوفيد 19 وكيفية تطوير المنظومة الصحية إحاطة بكل الجوانب المتعلقة بالتطبيب تقنيا و مؤسساتيا وعلى صعيد التركيبة البشرية بين الخاص و العام مع الوقوف على متطلبات المرحلة القادمة ما وراء الجائحة.
أوضح البروفسور رضوان السملالي أن للجائحة الوبائية التي عرفتها بلادنا العديد من الخلاصات، ومنها تلك التي تبعث على الفخر والاعتزاز، والتي تتمثل في كون المغرب استطاع أن يكون نموذجا ومرجعا أمام بلدان أخرى في مواجهة هذه الأزمة، وهو ما يدعو الجميع إلى الافتخار بمغربيته، مشددا على أن هذا الفخر يجب مشاطرته مع كل مهنيي الصحة والسلطات المحلية والأمنية والعسكرية ونساء ورجال الإعلام وكل المتدخلين وعموم المواطنات والمواطنين.
وأكد البروفسور السملالي على أن العديد من المغاربة، وطنيا ودوليا برزوا بشكل لافت خلال هذه الجائحة واستطاعوا أن يقدموا الكثير من الإبداعات والاختراعات، وكان المجهود الوطني ككل عند مستوى اللحظة، منوها في نفس الوقت بالدور الكبير الذي قامت به المصحات الخاصة وطنيا، التي استطاعت حماية المهنيين والمواطنين والمساهمة الجادة والبناءة والمسؤولة، لوجستيكا وتقنيا وبشريا، وظلت أبوابها مفتوحة رغم التبعات الاقتصادية والإكراهات المالية التي تسببت فيها الجائحة، مشددا على أن مساهمة القطاع الخاص في مواجهة الجائحة تعتبر تجربة فريدة عالميا.
واستعرض البروفسور السملالي تفاصيل مساهمة القطاع الخاص بشكل عام، سواء بتجهيز مصالح للإنعاش أو توفير معدات طبية وبيوطبية أو بالموارد لبشرية أو التكفل بمرضى مصابين بكوفيد 19 أو آخرين في إطار التخفيف عن المستشفيات العمومية، مستعرضا في نفس الوقت الصعوبات التي أرخت بظلالها على المصحات الخاصة حيث انخفض رقم معاملاتها ما بين 60 و 85 في المئة، وفقدت في ظرف شهرين مليار درهم بحسب أرقام الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وكنوبس وكميم، مشيدا بالتقنيات الحديثة التي يتم تسخيرها ووضعها رهن إشارة المواطنين، حيث يتم التكفل بنسبة 50 في المئة من المواطنات والمواطنين وبنسبة 90 في المئة من المؤمّنين.
ونبّه السملالي إلى الإشكالات الداخلية والخارجية التي طفت على السطح خلال فترة الجائحة المتعلقة بالخصاص في التجهيزات والمواد الطبية وشبه الطبية وتوقف قطاعات اقتصادية منتجة وتبعات ذلك كالسياحة، والهشاشة وبعض الضعف في التنظيم والرؤية الاستشرافية للمستقبل، وحجر الأمراض وليس فقط المرضى وصعوبات التنقل بسبب حالة الطوارئ الصحية وغيرها من الأعطاب الأخرى.
وأكد رئيس الجمعية الوطنية للمصحات الخاصة على أنه يجب احتضان الكفاءات والخبرات المغربية، وأن يتم اعتماد آليات متطورة للعمل قادرة على مواجهة التحديات وتبني خيار الرقمنة، داعيا إلى إعمال حكامة جديدة في قطاع الصحة، وتمويل متطور، ومراجعة القانون 131.13، وتقوية الشراكة بين القطاعين العام والخاص بناء على الخصوصيات الجهوية، مشددا على أن ورش الجهوية يعتبر خيارا أساسيا لتطوير المنظومة الصحية.