لا يمكن للمتتبع للشأن الفني المغربي إلا أن يصفق للخطوات التي خطاها الفنان يونس باكو ابن لمعلم عبدالرحمان باكو، في عالم المسيقى خاصة في الشق المتعلق بتعريف وإشعاع الموسيقى المغربية عبر الأقطار ، عرفت هذا الفنان وهو يافع إلى جانب أخيه ياسين الذي يعد واحدا من المهرة في عزف آلة السنتير كانا ملتصقين بالمعلم عبدالرحمان يرتويان من طريقة عزفه ويتعلمان في صمت يسوده وقار اللحظات التي يقضيانها معه ، أول مايشدك لهذا الثنائي اليافع هو علو الأخلاق لن تسمع منهما إلا طيب الكلام ، ينصتان لما يروج بين الوالد وضيوفه بدون أدنى تدخل اللهم إذا طلب منهما ذلك ، لما يقوم عبدالرحمان لقضاء غرض ما أغتنم الفرصة وأبسط أمامهما فكرة معينة ” لأقلقل ” ما في جعبتهما ، لأكتشف أنهما متتبعان جيدان لعالم الفنون والثقافة ، يعرفان مجمل ما كتب حول الألوان الفنية المغربية ولهما دراية واسعة بأشكال فنون وطنهم ، عبرا لي مامرة أنهما يودان تطوير ما تعلماه من موسيقى عتيقة لكن قبل هذا وذاك كانا يعيان تماما أنه عليهما تطوير أدائهما في الموسيقى وكذا مداركهما المعرفية ، في الحقيقة راهنت كثيرا على ياسين لكون ياسين بدأ العزف صغيرا واعترف الكثير من لمعلمية بعلو كعبه اضف إلى ذلك أنه كان مثابرا في الدراسة ، اما يونس فكان أو على الأقل ما استنتجته في بداية معرفتي به أنه كان مقلدا ممتازا لأغاني الغيوان وأنا أومن بأن التقليد يأكل موهبتك الخاصة على عكس ياسين الذي كان يبدي طموحا في التغييير لكن بروح التراث ، كان قد طلب مني يونس في بداية مشواره أن أرافقه وفرقته للجزائرلحضور حفل سيغني فيه بمعية مجموعته ، خاصة وأن هناك أصدقاء مشتركين هناك يودون ان نلتقي لكن ظروفي منعتني من السفر ، لتأني الأخبار فيما بعد بأن أبناء باكو يبلون البلاء المشرف في كل حفل شاركوا فيه ، انقطعت عني اخبار ياسين لكني سأفاجأ بيونس الذي تمكن من تحقيق الأهداف التي كنا نتحدث عنها في غيبة عبد الرحمان فقد كسر كل الحدود وأصبح عازفا على عدة آلات دون الحديث عن مهارته في نقر الإيقاع ، لكن رغم كل ذللك لم ” يفرط ” في السنتير حيث اصبح الآلة الرسمية مع كل الفرق الغربية والفنانين من مختلف الدول الذين تجمعهم أعمال مع يونس بل إن روح الأنغام المغربية أضحت على رأس قائمة الأعمال المشتركة معهم ، في صمت وبعيدا عن الغوغائية هاهو هذا لمعلم يتمم المشروع الذي خلقه والده رفقة ناس الغيوان ..لن تجده في أي مهرجان هنا لكنه مبدع هناك في الضفاف الأخرى سفيرا للإبداع المغربي بكل نبل
0