العربي رياض
في الوقت الذي تعيش فيه العاصمة الاقتصادية، على إيقاع الارتباك والارتجال. بفعل الأشغال التي لا تنتهي والتي فتحت أوراشها ببرنامج اشتغال عشوائي، حيث تجد معظم الشوارع الرئيسية إما مغلقة أو تم تحويل الاتجاه إليها. بفعل الافتقاد لخطة محكمة وهو ما يزيد من ضغط حركة السير.
وفي الوقت الذي مازال فيه مرفق الحافلات العمومية يعاني من مشاكل واضحة ومخجلة، إذ تجوب «الخوردة» معظم الشوارع، في ظروف لا سلامة فيها.
وفي الوقت الذي مازالت فيه الشركة المكلفة بإصلاح مركب محمد الخامس، لم تكمل هذه الاصلاحات، التي انطلقت لمدة قاربت الثلاث سنوات.
وفي الوقت الذي تعاني فيه خزينة الجماعة من عجز مالي، بفعل سوء تدبير المرافق المدمرة للدخل لفائدة هذه الخزينة. وكذا بفعل الديون المترتبة عنها خاصة تلك المقترضة من البنك الدولي.
وفي الوقت الذي لا يجد فيه المواطن، لا منتجعات ولا حدائق ولا حتى مرحاض في الشارع العام. يفاجئنا هذا المجلس بصفقة غريبة وعجيبة، فقد قامت المصلحة المكلفة بالإشهار داخل الجماعة بالترخيص لشركة مختصة في اللوحات الاشهارية، بأن تعلق هذه اللوحات في الأعمدة الكهربائية التي توفر الإنارة في الشوارع.
المثير في هذه الصفقة، أنها تأتي في هذا التوقيت بالذات، أي التوقيت الانتخابي، أضف إلى ذلك وهذا هو الخطير، أن تمر بشكل مباشر دون المرور عبر مسطرة طلب العروض، بدون احترام مبدأ تكافؤ الفرص.
الترخيص، ضمن الشركة استغلال حوالي 2600 عمود كهربائي متوزعة على تراب أنفا والحي الحسني وعين الشق.
الأغرب أن الشركة باشرت عملية الاستغلال، رغم أن عمالتي عين الشق والحي الحسني، رفضتا التأشير لهذه العملية، على اعتبار ان الشروط التقنية وغيرها مفتقدة، وبالتالي من الصعب تحمل تبعات أي ضرر قد يحصل فيما بعد،. لكن الجماعة أصرت على المضي قدما رغم «الفيتو» المعلن من لدن العمالتين وشركة ليدك.
هكذا خرجت الشركة التي أصبح تحت تصرفها 1800 عمود كهربائي بمنطقة انفا وحدها، فيما تتوزع البقية على عين الشق والحي الحسني، وباشرت عملية تعليق اللوحات دون اعتبار لا للسلامة او تشويه المنظر العام او حجب رؤية علامات التشوير على مستعملي المركبات.
الأدهى من هذا كله، هو أن الشركة ستؤدي فقط عن كل عمود كهربائي تستغله مبلغ 1200 درهم في السنة. في الوقت الذي يقول فيه الخبراء إن هذا المبلغ زهيد لعدة اعتبارات و لعل أبرزها. أن محمد ساجد خلال ولايته، كان سيرخص لذات الشركة في سنة 2008 لكن بمبلغ 5000 درهم عن كل عمود. فما الذي حصل بعد مرور أزيد من عشر سنوات؟!
كل هذا يدفعنا للتساؤل عن الغرض من هذا الترخيص من طرف المصلحة المكلفة. الذي قد يتسبب في حوادث، بدل الانكباب على مرافق من شأن مداخيلها ان تكون وافرة مقارنة مع هذا المرفق.
ثم ماهو الاهم بالنسبة للجماعة، هل سلامة الناس والحفاظ على جمالية المجال، أم لوحات ومداخيل مالية هزيلة؟
ثم لماذا رخصت هذه المصلحة لهذه الصفقة، التي مرت بطرق غير قانونية، وتتخللها اختلالات مالية وتقنية وإدارية ؟ وهل والي الجهة على دراية بهذا الموضوع، علما بأنه يحث منذ تعيينه على ضرورة احترام القوانين والمساطر الجاري بها العمل في كل المرافق؟
أقرأ التالي
1 أكتوبر، 2024
نموذج جديد في تدبير الخدمات العمومية بجهة الدار البيضاء – سطات
26 أغسطس، 2024
ليدك تباشر حملة تحسيسية واسعة لترشيد استهلاك الماء
18 أغسطس، 2024
فرق ليدك تكثف مجهوداتها لتنظيف شبكة و منشآت التطهير السائل بالحي الحسني
زر الذهاب إلى الأعلى