جلال كندالي
انطلقت فعاليات المهرجان الوطني التاسع للوتار بسطات أول أمس الخميس ،حيث تميزت الجلسة الافتتاحية بتكريم الشيخ جمال الزرهوني
الجلسة الافتتاحية الذي تتبع فقراتها جمهور غفير من المولوعين بهذا الفن الأصيل ،وحضور ممثلين عن جهة الدارالبيضاء سطات ووزارة الثقافة وفعاليات فنية ومن المجتمع المدني ،أكدت فيه رئيس جمعية المغرب العميق لحماية التراث عبد لله الشخص، على أن المهرجان الوطني للوتار الذي كان لنا شرف تأسيسه وخلقه كحدث ثقافي وفني، تظافرت جهود الجميع سواء كجمعية حاملة للمشروع أو كشركاء وداعمين ومتعاونين بهدف حماية تراثنا الوطني واعادة الاعتبار لرواده وخلق امتدادات لأجيال صاعدة من المبدعين في هذا الفن العريق، إذ استطاع المهرجان أن يعمل على رد الاعتبار لآلة لوتار، الآلة المغربية الأصيلة صنعا وابتكارا من خلال تكريم صناع الآلة وصون هذا التراث وحمايته عبر تكريم عدد من الأشياخ الذين كابدوا في صمت من أجله ثماني دورات متواصلة من عمر هذا المهرجان، وذكر الشخص الأسماء التي كرمها المهرجان منهم ،الشيخ أحمد ولد قدور والراحل محمد رويشة والثنائي قشبال وزروال والشيخ محمد عويسة وميلود الداهمو والعربي الكزار ومحمد الغازي والراحل مولود أو حموش وأوهاشم بوعزامة والفنانة شريفة رفيقة درب الراحل محمد رويشة والفنان الكبير محمد مغني والشيــــــخ عابدين
وعميدي هذا الفن بمنطقة الشاوية الشيخين المير المعزوز ومصطفى بن غانم الملقب بـ البصير والباحث في التراث الاستاذ ادريس الكايسي
كما أن المهرجان عمل ومنذ دورته الأولى يضيف عبدالله الشخص، على تنويع الأنماط الموسيقية المقدمة من دورة إلى أخرى وإشراك فرق ومبدعين من مختلف مناطق وجهات المملكة، فكان حضور الايقاع الحساني والسوسي و الأطلسي والعبدي والحوزي والشاوي والكناوي والملحون والطقطوقة الجبلية، كما ساهم المهرجان في إنجاز وعرض مجموعة من السمفونيات ولأول مرة في تاريخ هذا الفن بدءا بسمفونية لوتار للعيطة الحصباوية ثم العلوة وبعد ذلك سمفونية الأطلس، والنبش في الذاكرة الموسيقية والفنية الوطنية بكل روافدها لوضع اليد على جدور وأصول هذه الآلة المغربية بامتياز فكانت المواكبة الأكاديمية والبحث العلمي ضرورة استراتيجية للتوثيق وإبراز أهمية هذه الآلة الموسيقية ودورها الفني والثقافي الرائد
وشددت كلمة جمعية المغرب العميق لحماية التراث على أن هذا المهرجان أصبح شأنا عموميا وهما ثقافيا نتقاسم استمراريته جميعا، ونحن في جمعية المغرب العميق لحماية التراث يقول، نستشعر دورة بعد أخرى ثقل المسؤولية وجسامة الالتزام بمواصلة السعي الحثيث للمحافظة على المكتسبات وتطوير المهرجان وذلك أمام الإكراهات المعنوية والمادية التي تجد الجمعية نفسها مطوقة بها كل سنة. بسبب تخلي بعض الجهات عن التزاماتها وواجبها ،من هنا وجهت الجمعية نداء إلى كل الداعمين والجهات الوصية إلى الانخراط معنا في هذا الورش الثقافي الوطني من أجل صون هذا التراث اللا مادي الذي يشكل جانبا من هوية الشعب المغربي.
المحتفى به وعريس هذه الدورة الشيخ جمال الزرهوني اعتبر في تصريح خاص لجريدة الاتحاد الاشتراكي أن هذا التكريم ليس تكريما لشخصه وعطاءاته ،بل هو تكريم لكل الأشياخ ولكل فناني آلة لوتار ،كما سيف لجمعية المغرب العميق لحماية التراث أن كرمت أسماء وازنة مثل العربي لكحل وقشبل وزروال ومحمد رويشة وولد قدور ومغني وغيرهم ،وشدد الشيخ جمال الزرهوني في تصريحه على مطالبة وزارة الثقافة ومن كل المؤسسات المعنية دعم هذا المشروع الفني الذي يعتبر الأول من نوعه ،كما طالب عامل عمالة إقليم سطات الأمر نفسه ،حتى لا يتم تحويل وجهة هذا المهرجان إلى مكان آخر حسب وصفه ،وأوضح جمال الزرهوني أنه واكب المهرجان منذ دورته الأولى ،كما وضع أول سمفونية ،وسنظل نواكب هذه التظاهرة ،ولم يفت الفنان القدير جمال الزرهوني أن يشدد على أن المهرجان الوطني للوتار كان في المستوى منذ دورته الأولى ،لكن لاحظ غياب الدعم المادي من طرف المؤسسات المعنية ،مشيرا أنه رغم كل الإكراهات ،استطاعت جمعية المغرب العميق لحماية التراث على كسب الرهان الذي وضعته نصب عينيها ،حيث تم احتضان الشباب ،الذي أبرز موهبته مثل الشاب الكفيف نوح الكانوني وشباب آخر من آسفي و غيرها من المناطق المغربية
أحمد الشرقاوي أكد في كلمته على أن جهة الدارالبيضاء سطات واعية بمثل هذه التظاهرات الفنية ،منوها بالجدية التي تشتغل بها جمعية المغرب العميق لحماية التراث، التي استطاعت أن تنظم وتحافظ على تنظيم هذا المهرجان لمدة تسع سنوات .
اليوم الأول من عمر المهرجان عرف تفاعلا كبيرا من طرف الجمهور من السهرة الفنية التي أدارها المبدع أحمد فردوس ،ونشط فقراتها كل من مجموعة أهل أزوان القادمة من المناطق الجنوبية المغربية ،والشيخ جمال الزرهوني والشيخ عابدين ورفاقهما ومجموعة الشاب الواعد نوح الكانوني