العربي رياض
آمنا وأصبح لنا اقتناع أكثر من كبير بأننا لن نشاهد في الدارالبيضاء شوارع بمعنى الشوارع التي في المتخيل، أوالتي نرسمها للناشئة في كتب التربية الوطنية وغيرها، فقد اعتادت أعيننا منذ سنوات طويلة على مشاهد الحفر والأشغال التي لا تتوقف حتى بلغت حدودا لا تستساغ دخلت إلى خانة ” لبسالة “، أعتقد أن من ولدوا قبل عشر سنوات على الأقل لم تنعم أعينهم بشارع مصفف كما ينبغي، مصائب الحفر التي تمتح فساحتها من سوء الأشغال من خلال صفقات لا تليها مراقبة صارمة، لم تعد هي المشكل الوحيد في أيامنا هذه بل إن تخريب الإسفلت والترصيف أصبحت تقعد له معاول الجماعة والشركات التي انتدبتها لهذا الغرض، وهنا سنعطي مثالا بشارع محمد بوزيان الكائن بتراب عمالة ابن امسيك سيدي عثمان، فخلال فترة الحجر نزلت الجرافات والمعاول على هذا الشارع، وأخذت في تهديم إسفلت عتبات الإقامات السكنية، بدعوى أنها ستجدد هذه العتبات والساحات ، مر إلى حدود الآن ما يقارب السنة على انطلاق هذه الغزوة والنتيجة تخريب تام للمنظر وعرقلة دائمة وإطلالة مشرقة “للحمري”، الذي عوض الإسفلت السابق، وأضحى ” الغيس ” مؤثثا أساسيا للواجهات المقابلة لهذه المساكن، هذا المنظر أضحى طبيعيا ليس فقط في تلك المنطقة لكن أيضا في مناطق أخرى بالعاصمة الاقتصادية، حينما تسأل عاملا من العمال لأنهم المخاطب الوحيد في تلك الأوراش، تأتيك همهمات أجوبة من قبيل ” سولو الشركة ” أو “سولو الجماعة ” وأحيانا يصدر جواب عفوي يقول ” الشركة باقا ما مخلصاش ” .. مادام جيب الجماعة فارغا لماذا كل هذه ” الزعامة ” المضرة بالساكنة ؟ لماذا تطلقون أوراشا لا قبل لكم بأموالها ؟ ثم لماذا هدمتم ما كان صالحا أصلا وأنتم لابديل لكم سوى الأمل والحلم ؟ هل يمكنك أن ترمي بحذائك وتظل حافيا إلى أن تشتري غيره ؟ تقف مصدوما أمام هذا التدبير الأشول وهذه ” لفهامة ” البالية، نعرف أن الغرض انتخابي وأن مشاريع إصلاح الشوارع وإسفلت الإقامات تبرمج في الدقائق الأخيرة من عمر انتهاء الولاية وإعدادا لما هو قادم، لكن ألا يشعر هؤلاء المدبرون بأن هذه الأمور هي مفهومة حتى عند أطفال الروض، في الحقيقة أرى أن الأمر بدأ يروم مفهوم الحكرة واللامبالاة، بما أن المحاسبة ارتكنت إلى الصدأ