نظم نادي “أڨاداس” البيضاوي لكرة القدم، ندوة دولية بشراكة بينه وبين نادي “بلاسينسيا” الاسباني، امتدت على مدى يومي 14 و 15 مارس الجاري 2023 بملعب القرب بعين السبع، أشرف على تنشيط محاورها الخبير الاسباني دانييل ديل بينو أورتيغا، وتضمنت حصصا نظرية وتطبيقية، سجلت حضور أطر وطنية كفأة يتقدمها الإطار المقتدر عبد الرحيم طاليب، وحارس المنتخب الوطني سابقا والمدرب الحالي خالد فوهامي
لا يشتغل نادي “أڨاداس” البيضاوي لكرة القدم بعيدا عن التفاعل بما يدور في محيطه الوطني، بل يستلهم منه خطط عمله ويحاول السير في انسجام تام مع التوجه العام للمغرب، مجسدا بشكل أقوى ما يمكن أن تقوم به الديبلوماسية الموازية استنادا للرياضة، من أدوار في تمتين العلاقات ما بين الشعوب والدول.
بعد الخيار الاستراتيجي للمغرب بالتوجه نحو القارة الإفريقية، كان انفتاح نادي “أڨاداس” عليها ومحاولته تأسيس شراكات مع أندية بداخلها، اختار في هذا الإطار وبذكاء أن تكون البداية بنادي لكرة القدم النسائية من نيجيريا، أولا كبلد رائد في كرة القدم، وثانيا لما تربطه بالمغرب من علاقات قوية، لعل أبرز تجسيد لها، هو اتفاق أنبوب الغاز المحتمل أن يعبر عددا من البلدان الافريقية، قبل أن يصل إلى المغرب ومنه إلى أوروبا..
بعد استقطابه لخبير اسباني كبير كريستيان أليسا شهر يونيو 2022، عاد نادي “أڨاداس” إلى المدرسة الاسبانية في أجواء مختلفة هذه المرة بين المغرب واسبانيا، واستضاف خلال يومي 14 و 15 مارس الجاري 2023 في مقره بملعب القرب بعين السبع، مدربا اسبانيا آخر هو دانييل ديل بينو أورتيغا، أشرف على التكوين المستمر لفائدة الأطر الآفاداسية حول محور هام حول هوية أسلوب لعب ناد محترف.
اختيار هذا التوقيت كان مناسبا للغاية، والسبب أنه يأتي في ظرفية سياسية دخلت خلالها العلاقات بين المملكتين المغربية الاسبانية، مرحلة جديدة تروم تأسيس شراكة حقيقية تخدم مصلحة البلدين، ومبنية على الاحترام والثقة المتبادلين، والتشاور الدائم والتعاون الصريح والصادق، كل هذا تحقق مباشرة بعد الاعتراف الاسباني بالسيادة المغربية على صحرائه، واعتبار المبادرة المغربية للحكم الذاتي بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف، أعقب هذا الانفرا استقبال ملكي لرئيس الحكومة الاسباني بيدرو سانشيز، والاتفاق على وضع خريطة طريق تشمل جميع قطاعات الشراكة بما فيها الرياضي..لعل ما يؤكد أهمية الخطوة الأڨاداسية في هذا التوقيت، هو ما حظيت به ندوته الدولية من تغطية نشرة الأخبار الاسبانية على قناة “الأولى” التابعة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفرة، خصصت له ما يفوق 4 دقائق. مدة تعكس اهتماما جديا بهذا النشاط. سيتوج كل هذا بانضمام المغرب رسميا إلى الملف المشترك الاسباني البرتغالي لتنظيم كأس العالم 2030 .
ما ميز العودة إلى المدرسة الاسبانية خلال التكوين المستمر الأخير، أنه كان ثمرة شراكة مؤسساتية ما بين نادي “أڨاداس” البيضاوي لكرة القدم، ونادي “بلاسينسيا” الاسباني، حيث جرى التوقيع على هذا الاتفاق بين رئيسي الناديين على هامش أشغال هذه الندوة الدولية حول موضوع أسلوب لعب ناد محترف سنعود لتفاصيل مقتضيات –هذه الشراكة- لاحقا.
ولن يقف هذا التعاون مع اسبانيا بخصوص الاستفادة من خبرة أطرها التدريبية عند حدود هذا التكوين الأخير، بل يخبئ نادي “أڨاداس” مفاجآت سارة بإحضار أندية اسبانية أخرى خلال قادم الشهور، حيث سيدشن معها علاقات تعاون تعود بالنفع في نهاية المطاف على منخرطي المدرسة الأڨاداسية، لما يتحقق الرفع من مستوى أطر ومدربي النادي عن طريق التكوين والتكوين المستمر، إذ سيبقى ورشا مفتوحا على الدوام كخيار استراتيجي، ولن يتنازل عنه “أڨاداس” بأي حال من الأحوال.
رهان نادي “أڨاداس” بقيادة رئيسه رشيد نصراوي على التكوين المستمر لفائدة أطره التدريبية، وحرصه على استقدام خبراء وازنين سواء من داخل المغرب أو خارجه، إنما مرده السعي لتوفير كل الأدوات والوسائل أمام موارده البشرية لتقديم تكوين علمي لفائدة أبناء المدرسة الأڨاداسية، حيث يشتغل عمليا بمنطق وفكر مركز تكوين محترف، ويطمح ليتحول إلى إطار لصناعة اللاعبين وبنائهم البناء السليم أخلاقيا وبدنيا وذهنيا وفنيا وتقنيا وتكتيكيا…