حين بنى الفراعنة الأهرامات منذ أكثر من سبع آلاف سنة خلت، ظنوا أنها ستعمر آلاف السنين بعدهم وذلك راجع لإيمانهم بالخلود بعد الموت فبالرغم من أن التقنيات التي استعملت في بنائها في ذلك العصر كانت بدائية، إلا أنهم جعلوها تصمد إلى حد الأبد، لكن في الدار البيضاء عجز مسيروها عن ترميم وإصلاح الممر التحت أرضي الموجود بقلب العاصمة الاقتصادية و المعروفة بإسم «الكرة الأرضية»، التي لم تمر على إحداثه أكثر من أربعة عقود، حتى تم إغلاقه مرارا وتكرارا من أجل صيانته وإصلاحه، فرغم حداثة الآليات و التقنيات، في علم الهندسة و البناء، لم يستطع عمداء المدينة و منتخبو جماعة سيدي بليوط أن يجدوا حلا نهائيا لمأساة هذه المعلمة التي أريد لها أن تكون معلمة سياحية للمدينة في فترة إحداثها، المدينة التي تعاقب العدد من الولاة و العمال على تدبير الشأن المحلي بها لم تستفزهم الحال البئيسة، التي أضحت عليها «للكرة الأرضية»، حيت تتقاذفها أرجل المسؤولين بين ردهات الخراب التي تعيشه
لتتحول من متنفس يربط بين المدينة القديمة و وسط المدينة إلى مرتع للنفايات و القاذورات ومرتع للمنحرفين و الفارين من تحت جناح الأبوين، كما أصبحت معرقلة لحركة السير و الجولان وخاصة بعد إحداث خط الطرامواي بالقرب منه، الذي جعل من هذه المنطقة بالذات قلبا خافقا، لكن بدماء ملوثة
لن ندخل هنا في كمية المال المهدور من أجل ترميم و إصلاح وإعادة الترميم والإصلاح، لهذه المعلمة التي أريد لها أن تبقى «نفطة» في قلب المدينة، تستنزف المال سواء مال المدينة أو الشركاء
وحدهم سكان وزوار الدار البيضاء من يتجرع مرارة تشويه المجال البصري لمنطقة