سعيد نضيلي
خصص المنظمون وخبراء أكاديميون وممارسون يوما دراسيا تناول سبل تنزيل التربية الدامجة، التي تستهدف ذوي الاحتياجات الخاصة، نقاش وحوار وعروض دامت أزيد من اربع ساعات بقاعة الاجتماعات ببلدية ابن احمد، في
اليوم دراسي الذي نظمته جماعة الممارسات المهنية ” المستقبل” وأشرفت على تأطيره المديرية الاقليمية للتعليم بحضور السيد شرف الدين حليمي رئيس مصلحة تأطير المؤسسات والتوجيه، المكلف بمصلحة الشؤون التربوية، و هشومي الحاج رئيس مصلحة الشؤون القانونية والشراكة والتواصل، ونشطه فوزي بوزيان مدير مجموعة مدارس سيدي عبدالكريم، المكلف بالتواصل بجماعة الممارسات المهنية المستقبل ، الذي حضره الاطر التربوية والادارية وفعاليات المجتمع المدني، تم افتتاحه بآيات من الذكر الحكيم، وترديد النشيد الوطني.
مداخلات المؤطرين قاربت الموضوع من زوايا متعددة، القانوني، والحقوقي، والتطبيقي….،
رشيد عثماني المنسق الاقليمي للتربية الدامجة بالمديرية الاقليمية للتعليم بسطات، قارب الموضوع من الزاوية القانونية التشريعية الحقوقية، موضحا على ان المغرب تبنى التربية الدامجة ، بناء على ما ورد في الاتفاقيات الدولية التي تهم هذه فئة- ذوي الحاجات الخاصة- التي أكدت على وجوب تمتيعها بالرعاية الصحية، وطنيا يعتبر دستور المملكة 2011 مرجعا منصفا وضامنا لهذا الحق ، حسب منطوق الفصل 34 منه، إضافة إلى ما نص عليه الميثاق الوطني للتربية والتكوين في المادتين 11 و 12، مؤكدا على أن الرؤية الاستراتيجية جعلت هذه الفئة في جوهر العملية التعليمية التعلمية، بناء على ما تقوم به من دعامات ترسخ لمدرسة منصفة وعادلة، بجعل مخطط العمل يقوم على محاربة الصور النمطية والسلبية، التي أطرتها المذكرات والمقرارات الوزارية التي اقرت بإحداث أقسام لإدماج هذه الفئة، مع تمتيعها بتمييز إيجابي، وتكييف التعلم وتيسيره ، مع يتطلبه ذلك من توفير للأطر التربوية المكونة ،مختتما مداخلته بأن عملية الإدماج التربوي لهذه الفئة من الناحية القانونية قابلة للتحقق، شرط انخراط ومشاركة كافة الفاعلين.
من جهتها تقاسمت الاستاذة هندة بلخدير تجربة زادت عن 10 سنوات، في مجال تدريس ذوي الاحتياجات الخاصة، مبرزة طرق التعامل الناجعة والفعالة، والاساليب والادوات المعتمدة، من عملية الاستقبال والتسجيل في المركز مرورا الى التشخيص والتفييئ، ثم الدمج وفق انشطة خاصة بالاعتماد على تخطيط وبرنامج عمل، مبرزة بعض الصعوبات التي تعترض المدرس، وسبل تجاوزها، التي تفرز في النهاية تحقيق نتائج جيدة، تنسي الاستاذ(ة) معاناة ادماج الاطفال لأول مرة، مبرزة ما يتميز به الكثير من ذوي الاحتياجات الخاصات من ذكاءات تميزهم عن باقي أقرانهم”.
الخبير التربوي المكلف بالتربية الدامجة العربي الربح المفتش التربوي بمديريتي برشيد والفداء، قارب موضوع التربية الدامجة وسبل التنزيل من زوايا نفسية اجتماعية تربوية…، التي تعددت طبيعة محتواها، من الناحية النفسية ابرز دور علم النفس التربوي في ادماج هذه الفئة، معتمدا على النظريات التربوية و بيداغوجيات التعلم خاصة بيداغوجية المشروع، التي ترتبط بوجود مشروع ادماج كمرجع لكل المعنيين بهذه المهمة، أساتذة ومدراء و مفتشون … مؤكدا ان القسم هو المكان المناسب والطبيعي لهذه الفئة دون اقصاء، اما عن المستوى الاجتماعي فتعتبر الاسرة معنية اولا بالتربية الدامجة من خلال الفحص المبكر والتعاون مع المدرس تصريحا بالوضع، مؤكدا انه قد تساهم البيئة الاجتماعية في تعقد حالات ادماجهم، واختتم السيد العربي الربح مداخلته بحالات التوحد كاضطراب نفسي، مبرزا اسبابه وطرق وسبل التعامل مع هذه الفئة داخل القسم.
ولأهمية موضوع ” التربية الدامجة ” تفاعل جل الحاضرين مع جميع المداخلات، مؤكدين على ان التربية الدامجة، يتوجب انجاحها وانخراط الجميع في ان وتكثيف الجهود امام كل الصعوبات .
وكتوصيات لهذا اليوم الدراسي:
- انخراط المجتمع المدني ضرورة لإنجاح وتفعيل التربية الدامجة .
- وجوب وجود تنسيق مشترك بين كل الفعاليات المعنية، خاصة وزارة الصحة.
- التكوين مدخل أساسي .
في الختام، تقدم السيد فوزي بوزيان رئيس الجلسة، ردا واعترافا بالجميل لكل من حضَّر وحاضر وحضر، بتسليم الشواهد التقديرية لجميع الحاضرين في جو متسم بالفرح والتفاؤل، مقدما الشكر لكافة الفعاليات التي انخرطت في انجاح اليوم الدراسي، كل من السلطة المحلية وبلدية ابن احمد، و الاعلام، ولجماعة الممارسات المهنية “المستقبل” ولفعاليات المجتمع المدني.
مبادرة جماعة الممارسات المهنية “المستقبل”، استطاعت بانفتاحها على المحيط ومختلف الشركاء لهذه العملية الهادفة بجعل المدرسة المغربية ضمن بيئة تقوم الانخراط والتفاعل تحقيق لمبادئ الإنصاف وتكافؤ الفرص، متوفقين من حوار حوار أكاديمي وعلمي، حقق التفاعل الإيجابي من طرف مختلف الفعاليات.