أبو آية
تفاعلا مع الحدث المؤلم المتمثل في الزلزال الأخير الذي ضرب منا طق عديدة بلدنا ، بادر الفنان جمال الغيواني إلى إصدار أغنية جميلة مزج فيها الأمازيغية بالعربية ليبرز قيم المغاربة قاطبة المليئة بالعمق الإنساني ، والمبادرة للتضحية في سبيل التخفيف من الآلام ورسم الابتسامة ، في إحالة لما قام به المغاربة اتجاه مواطنيهم الذين دمر الزلزال عيشهم في منطقة الحوز وتارودانت ووارززات وأمزميز ومناطق أخرى ، حيث أبهروا العالم بجودهم وجهدهم لمحو دموع الألم عن غخوانهم ، وهو ما نوهت به كل وسائل الإعلام الدولية ، دون نسيان ماقامت به الدولة من مجهودات وما أبدته من حرفية سواء في إنقاذ الناس أو في التعامل مع الكارثة الفجائية .. الأغنية بعنوان ” مازال الخير في بلادي ” وهي من تأليفه وألحانه وأدائه إلى جانب الفنانة سميرة الشبيهي والفنان حكيم لحمر بالإضافة إلى الفنان السينغالي مصطفى ، ويعد جمال من أوائل الفنانين الذين تعاطوا مع هذا الحدث الأليم على المستوى الفني ، كشكل عن تعبيره انه من الفنانين النخرطين في معالجة قضايا المجتمعه ، وهو امر ليس بغريب على هذا الفنان الذي يمتح أسلوبه الفني من الأغنية الغيوانية ، وهو واحد من حملة مشعلها في بلاد المهجر وبالضبط في هولندا حيث يقيم ، ممارسا مهنة التدريس قبل تقاعده النسبي ، الذي جعله يتفرغ للفن لكن دون نسيان مهمته كمربي ، حيث يحاول من خلال أعماله الفنية أن يغرس الهوية الانتمائية لأبناء المهاجرين ويبرز لهم غنى وطنهم الأصلي بقيم التسامح والانفتاح ومدى تنوع مكنونه التراثي ومدى عظمة تاريخه وتربته ، وبأنه مفخرة بين دول العالم ، يجعلهم مرفوعي الرأس أينما حلوا وارتحلوا، لذلك لم يقف جمال الغيواني عند حدود الغناء والتأليف بل يواظب على تنظيم مهرجانات وملتقيات ، لترسيخ هذه الأهداف ومن بين هذه التظاهرات تنظيمه في أرض الوطن المهرجان الدولي والوطني للأغنية الغيوانية الذي بلغ اليوم نسخته الثالثة ، بحيث يحاول من خلاله تعريف الشباب بكنوز بلدهم من أعلام فنية وثقافية ونصوص أدبية وفكرية وأعمال رفيعة سواء في المسرح أو التشكيل وما إلى ذلك ..
قنواتنا الإعلامية العمومية للأسف لا تنفتح على مثل هذه المجهودات وهذا من الأعطاب التي وجب الوقوف عندها