في الوقت الذي تحارب فيه السلطات المحلية “الكريانات” وتقتلعها من جذورها بمختلف عمالات الدار البيضاء وترمي بساكنتها إلى أطراف المدينة معرضة بعضهم للتشرد، دون أن تأخذ بعين الاعتبار وضعية أبنائها المتمدرسين، وفي الوقت الذي تقوم فيه السلطات بتحرير الملك العام من الباعة بالتجوال، وتحطم بعض واجهات المقاهي والمحلات التي لا تروقها في بعض المناطق البعيدة عن وسط المدينة بغية الوصول إلى جمالية المنظر العام، تحولت ساحة الأمم المتحدة إلى “كريان” نموذجي، فهذه مؤسسة مالية تفرض “براكتها” في الساحة على الرغم من توفرها على بناية شاهقة، تكفي لإسكان أحد “كريانات” المدينة، و “براكة” أخرى وضعتها شركة للعقار لترويج منتوجها، والطامة الكبرى هي تلك “البراكة” الكبيرة التي تشيدها شركة النقل الطرامواي بالقصدير والزجاج، وذلك بمحاذاة محطة “الطرام” بعد أن ضاقت بها تلك “البراريك” الصغيرة التي كانت تستغلها من قبل، لتعمد إلى توسعتها دون أي مراعاة لجمالية المكان، حتى أن ساحة الأمم المتحدة أضحت “كريانا” مصغرا يمكن توسعته بالمزيد من “البراريك”، ناهيك عن احتلال أرصفته من قبل أصحاب المقاهي الذين نشروا كراسيهم وموائدهم على الرصيف حتى أصبح مثل المتاهة للعابرين، زد على ذلك تكاثر الباعة الجائلين في المكان