عزالدين زهير
عُرفت مدينة الدارالبيضاء أو “كازابلانكا” بتسميتها التي ترمز إلى لونها الأبيض و الذي ميز واجهات منازلها و أزقتها منذ أزمنة خلت و أصبحت علامة للمدينة و رمزا ذو دلالة و رونق بهي يعكس أشعة شمس الأطلنتي
و أتخدت البيضاء لونها منذ عقود ولطالما حافظت السلطات على إلتزام أصحاب المنازل بالطلاء الأببض و الإكتفاء بالتغيير على مستوى النوافذ، و كانت صارمة في هذا الصدد بحيث تفرض عقوبات على المخالفين لهذا القرار
وكانت تسمية الدارالبيضاء واضحة في الشرح و المعنى لمن يسأل عن السبب من الزوار و السياح، فتكون الإجابة في الغالب و هي حقيقة ظاهرة للعيان بسبب لون البنيان و تعميمه على شوارع و أزقة المدينة، لكنها مع الأسف إفتقدت الهوية و الشكل والرونق والجمال و إختلطت الألوان فاندثر الأبيض وسط زحمة السواد و ألوان الليل الدامس و زحفت بعضها من الشمال و الأخرى من الجنوب و شكلت تيها لعيون المارة و رواد المدينة
تعالت الأصوات من قدماء المدينة و السكان الأصليين و حتى النازحين من القرى و المدن الأخرى لكي تصل إلى مسامع من يتحملون تسيير الولاية، الذين يغضون البصر عن هذه الرمزية و يساهمون في طمس الهوية، و أصبح كل واحد يلوّن على هواه دون مراقبة أو تنبيه، فنرى الأصفر قرب الأحمر و الأزرق يجانب الأخضر و هكذا…. عشوائية في الإنتقاء تنتج بشاعة ووجها مخجلا غابت عنه الوسامة و البهاء
يحق للبيضاويين أن يعتزوا برمزيتهم و هويتهم و أصالتهم بإسترجاع أحقية التسمية، فلم تعد الدار بيضاء، فالقبح يعتلي البنيان و تسود الكآبة و غابت الإطلالة، فعلى مجلس المدينة أن يكون حاسما و صارما في تعميم الطلاء وتفعيل المقرر الجماعي الخاص بواجهة البنايات الذي يحدد لون الدارالبيضاء الكبرى