عبد المجيد بنهاشم
بأحد فنادق مدينة الدارالبيضاء، عقد فنانون ينتسبون لتعاضدية الفنانين بالمغرب ندوة صحفية الخميس الماضي، بحضور عدد من الوجوه الفنية الوازنة في مجال الموسيقى والمسرح.. إلى جانب الصحافة الوطنية بمختلف منابرها، وذلك قصد تسليط الضوء للرأي العام الوطني عما تعيشه التعاضدية منذ سنوات من سوء تدبير وتسيير.. ، بفعل معاناة وحرمان منسبين من التغطية الصحية، وإقصاء آخرين حسب ما تم تأكيده خلال هذا اللقاء الاعلامي، الذي استعرض “جردا للمشاكل والتسيير الانفرادي والقرارات المتخذة في حق بعض الأعضاء الاساسيين الذين أسسوا هذه التعاضدية وسجلوا حضورهم القوي خلال سنوات. تقول الندوة.
افتتحت هاته الأخيرة بقراءة الفاتحة ترحما على مجموعة من الأسماء الفنية والإعلامية التي فقدتها الساحة الفنية. ليتناول الكلمة الإعلامي والفنان والملحن سعيد الإمام الذي قال في البداية بأن التعاضدية انزاحت عن سكتها الصحيحة في ظل عدم احترام القانون، مؤكدا أنه تم التشطيب على كل من تسول له نفسه المناقشة والملاحظة والاحتجاجات على العديد من التصرفات غير القانونية، داخل التعاضدية.
وأضاف أن مجموعة المغضوب عليها من طرف مسيري التعاضدية يحتجون بحضور عون قضائي، ولديهم حجج ومحاضر في هذا الشأن.
كما استنكر الواجب الشهري الذي يتقاضاه مسؤول التعاضدية الذي بلغ. (45000.00 درهم، مشيرا إلى أن المجموعة وقفت على العديد من الخروقات، وقد تمت مراسلة الوزارة الوصية للقطاع في هذا الصدد، وهي وزارة الشغل، مؤكدا أن مجلس إدارة التعاضدية لم يجتمع منذ أكثر من سنة، مطالبا باسم الجميع بمحاضر السنوات الأربعة الماضية..
الفنان الموسيقي صالح المرسلي الشرقي أكد في تدخله أن جميع المتضررين انتظروا طيلة هذه المدة لإبلاغ الرأي العام الوطني عما يحدث داخل التعاضدية. وأن الرئيس كلف نائبه الدائم الغياب بمهمة الإشراف.
كما أوضح صالح الشرقاوي أن التعاضدية لها مداخيل سنوية تصل الى 620 مليون سنتيم، منها منحة الوزارة التي تضاعفت وواجبات المنخرطين.
البشير شجع الدين الملقب بالمعارض داخل التعاضدية، كشف هو الآخر مجموعة من النقاط التي يساهم فيها التسيير الانفرادي إلى جانب غياب وانعدام الحوار.
الأستاذ الملاخ، أحد مؤسسي التعاضدية، طالب بوقف النزيف وتطبيق القانون والضرب على أيدي كل من تسول له نفسه العبث في شؤون أسرة الفن التي يعاني العديد منها من المرض وعدم العناية وقلة الحاجة.
عبد الكبير الركاكنة، الذي يعتبر من أبرز مؤسسي هذه التعاضدية، هو أحد المستبعدين أيضا من التعاضدية، أوضح أنه ناضل داخل هذه الهيئة من أجل الدفاع عن المنخرط الفنان قصد ضمان حقوقه المكتسبة، ولازال يناضل ضد التعسفات، خاض معارك كبيرة مع مسؤول التعاضدية من أجل الدفاع عن المنخرطين منذ ثلاث سنوات، مشيرا إلى أن التحفيزات الخاصة بالفنان المنخرط. خصم منها 50 بالمئة، كما أشار الركاكنة إلى أنه راسل وزير الشغل، و حظي باستقباله وهو الأمر الذي أغضب رئيس التعاضدية، الذي بلغه برسالة توبيخية. كما أوضح عبد الكبير أن الوضعية الحالية للتعاضدية غير قانونية حسب الرسالة التي وجهها وزير الشغل كقطاع وصي! إلى جانب مراسلة 700 منخرط إلى وزير الثقافة الذي جمد المنحة السنوية.
الفنان محمد الزيات لخص تدخله في كلمة جد قصيرة، قائلا »كنت ألقب بالرجل الحكيم بالتعاضدية وأصبحت شيطانها».
مصطفى برطون الكاتب العام للنقابة الوطنية للموسيقيين المحترفين والمتعهد الفني لخص تدخله في مجموعة من المتناقضات والتجاوزات بدءا من القانون الداخلي للتعاضدية الذي يلزم على الفنان تجديد الانخراط بأداء كل السنوات الماضية التي لم يؤدها لأسباب خارجة عن إرادته. فيما يحرم من التغطية الصحية إلا بعد مرور ثلاثة أو ستة أشهر، كما أشار إلى مشكل الأجل المحدد لتجهيز الملف الطبي للمنخرط في ظرف 15 يوما، مما يسبب في ضياع الملف الذي لم يتم تجهيز أوراقه بعد هذه المدة، من أبرزها التحاليل الطبية. كما أضاف مصطفى برطون أن واجبات الانخراط المتمثلة في مبلغ 700,00 درهم للفنان سنويا و500.00 درهم لزوجته و300,00 درهم لكل فرد من الابناء تشكل إعاقة للفنان الذي يشتغل موسميا، مطالبا بإعادة النظر في هذه الأمور.
الفنان مصطفى الزعري لخص تدخله في هذا الإطار، في الإقصاء والإهمال واللامبالاة بكل رجال الفن والاستهتار بهم وعدم احترامهم، والذين يعيشون مقهورين بأعمال موسمية إن تم استدعاؤهم للعمل فيها.
وبعد العديد من المداخلات من طرف مجموعة من المتضررين تم الاتفاق، وبكلمة سعيد الامام، علىعقد جمع عام استثنائي والبحث عن السبل الكفيلة لإعادة التعاضدية لسكتها الصحيحة، وباستفادة أسرة الفن التي هي في أمس الحاجة للمساندة والدعم من خلال التغطية الصحية.