عزالدين زهير
هي ليلة ليست كباقي الليالي، لها طقوسها و حميميتها و ألفتها، مع العائلة على مائدة الطعام و مأكل إستتنائي و فريد من نوعه، متنوع من أسرة لأخرى، و باقي السمر يحلو مع الرفاق و شقاوة الشباب بالشهوب و المفرقعات و هي تعلو سماء الحي ، تجعلها لوحة تشكيلية منيرة بألوانها الزاهية و اصوات كأنها حرب أهلية، هي مجرد لهو و متعة و إشارة إلى ليلة عاشوراء
تسحرني مشاهدتها بالرغم من كوني ضد فكرة اللعب و اللهو بها، لكنها تبقى تقليد ألفناه و اعتدنا رؤيته في كل موسم عند حلول هذه الليلة المباركة مع الدعاء للعلي القدير بكل ما هو طيب و فيه خير ومنفعة للعالمين
أستحضر برفقة الأصدقاء ، من هم في سني، ذكريات الصبى و شقاوتنا و نحن بدورنا نحرق الإطارات و نقذف بالشهوب في اعالي السماء و ننقر الدفوف و نتغنى بالاهاجيج و ذكر الحبيب، أين نحن من تلك الأيام، قد مرت و ذهبت و اصبحت في رفوف الأرشيف
نعاتب الشباب المراهق على تفعيل هذه الأجواء و ننعتهم بصفات الإستهتار و قلة التربية.، حقا هناك من يتجاوز الحد الاقصى للإحتفال في ظل دمج المخدر و التعاطي، هنا نقول قف… و كفى و وجب تدخل أولياء الأمر ، لكن غير ذلك لا يلام و لا عتاب، إنها تقليد يا سادة…. فلا عتاب و لا داعي للوم و الحساب
وهي فرصة أيضا لصلة الرحم و التي في الغالب تكون إلكترونيا عند طريق الهاتف و بالرسائل النصية لمن هم يقطنون وراء البحار او تفصل بيننا المسافات و تتعذر الزيارة بتعدد الأسباب على غرار موسمنا هذا و تفشي الوباء و حضر التجوال، لتبقى لنا شفيعا وعذرا مقبولا، و هنا يبدعون بالأغاني و الصور و كذا شرائط التحية و التبريكات
كل هذا جميل و رائع… لا ينسينا مكانة الليلة في ديننا و ما تحمله في طياتها من آيات بعتت للعالمين لتكون هداية و حكمة للتعايش و نشر المودة و السلم و الأمن و الأمان، لكن أي نحن من هذا الجانب، إلا من رحم رب العرش العظيم