رفاق نبيلة منيب في الاشتراكي الموحد يحيون أربعينية المناضل محمد مبرود بمديونة
dade24 | ضاد 24
جمال بوالحق
أقيمت مراسيم أربعينية المناضل محمد مبرود، الذي وافته المنية مؤخرا بمديونة، التي درَّس فيها مادة الفيزياء لأبناء المنطقة منذ عدة سنوات خلت . وشارك في هذه الأربعينية التأبينية،المنظمة من طرف الحزب الاشتراكي الموحد،عدة وجوه في المكتب السياسي لهذا الحزب، الذي ناضل فيه الفقيد وتشبّع بأفكاره، وأوفى لمرجعيته اليسارية التقدمية، لا يثنيه عنها شيء من مال أو شهرة، استمر في نضاله إلى أن وُري جثمانه الثرى، في الأسابيع القليلة الماضية
وفي الوقت الذي غابت فيه عن هذه الأربعينية، الأمينة العامة لهذا الحزب، الذي ارتبط به الفقيد ارتباطا وطيدا، سُجل حضور عائلة الفقيد، ومعارفه، وأصدقائه، وفعاليات جمعوية وسياسية مختلفة، وذلك يوم السبت 30 يونيو بدار الشباب مديونة، حيث عرفت هذه الذكرى تفعيل مجموعة من الفقرات، استهلت بتلاوة آيات بيّنات من الذكر الحكيم، تلاها على مسامع الحضور الطفل محمد كنتاوي
وعدّد هشام بنوشن كاتب الفرع المحلي للاشتراكي الموحد، في مستهل كلمته التأبينية في حق الفقيد، نوّع فيها من خصال الراحل، من نكران للذات، ومقت لكل تقديس، متواضعا وديعا، يقاوم الظلم، ولا يقبل الإهانة، ظل طوال مساره النضالي، منتصب القامة لم يحن رأسه لأحد، لا يخاف في قول كلمة حق، لومة لائم، دفع ضريبة صدقه واستقامته من حياته الخاصة والمهنية، لكنه ظل صامدا، مواجها مختلف أشكال التخلف والاستغلال والتبعية، فعاش عزيزا نقيا كريما ومات كذلك . وأضاف على أن الراحل يعتبر من خيرة ما أنجبت حركة اليسار، بفضل نزاهته ورفضه لكل المساومات الرخيصة، الشيء الوحيد الذي كان يشغل باله، هو التبات على الوفاء لمبادئ اليسار؛ من أجل تحديث المجتمع،وتحريره من قيود التخلف، وأصفاد الاستغلال والتبعية المذلة، وعرف عنه الانحياز الكلي لأبناء الشعب المسحوقين ليعيشوا حياة كريمة، مفعمة بالحرية والأمل
وسارت مداخلة الكاتب الجهوي للحزب أحمد الحبشي، على نفس المنوال المُعدّد لخصال الراحل، الذي وصفه بالإنسان المتواضع الصادق، الذي يمارس السياسة من رأي،وعن تصور وقناعة، يتفاعل مع كل القضايا بكل جد ومسؤولية وأخلاق. وتوالت بعد ذلك الكلمات التأبينية إتباعا من أصدقائه ومعارفه، من أمثال عبد الهادي كنتاوي، باهي وابنه محسن مبرود، كانت كلماتهم مأثرة،متقطعة لم تترك لهم الدموع التي كانت تغالبهم، مجالا لاستكمالها، حيث كانوا يضطرون للتوقف بين الفينة والأخرى، حتى لا يفقدوا السيطرة على أنفسهم ويجهشوا في البكاء
وتخلّلت مراسيم هذه الأربعينية، أغاني على إيقاع نغمات العود،من عزف سعيد الساهل الذي لم يكن سهلا في هذه الأربعينية، التي غنّى فيها وعزف راثيا الراحل بقصيدة تحت عنوان “لا تحزن يا صاحبي/ قدري أن أراك غجري الألوان/ ساطعا كنور الشمس/ واقفا شامخا … وبعد ذلك شنف مسامع الحضور بإحدى الأغاني التورية ” يا ولدي” للشيخ إمام عيسى/ لا تبك فأحزان الصغر / تمضي كالحلم مع الفجر/ وقريبا تكبر يا ولدي/ وتريد الدمع فلا يجري/ إن سهرت أمطار معنا / أو غطى البرد شوارعنا / فالدفء يعمر أضلعنا / ولهيب الأرض بنا يسري / وإذا بحّت لك أغنية / أو أمّتْ قدمٌ حافية / فشموسُ رفاقك آتية / وستشرقُ من غضب الفقر…..مع تريد الحاضرين لشعار” مبرود يا رفيق سنواصل الطريق”. وفي الختام منح أعضاء المكتب السياسي للاشتراكي الموحد جائزة تقديرية لزوجة الفقيد وعائلته، امتنانا لمسار الرجل النضالي في الحزب