تناول موضوع الريف يجب أن ينأى عن لغة التخوين والتشكيك في وطنية الناس… الوطنية إحساس عميق بالوطن وتفرغ فكري حر لمعرفة الأسباب والمسببات ومجاهدات نظرية شاقة لاستلهام الحلول… الوطنية ليست ركوبا على القضية تزلفا وتملقا…
نعم كانت هناك أخطاء من قبل المحتجين، ولكن خطأ المؤسسات أكبر وأخطر… خطبة وزارة الاوقاف قرار غبي وغير محسوب العواقب.. خالف الزمان والمكان والسياق وكان أشبه بمن يصب الزيت على النار… الاوقاف تناقض نفسها وتعاكس خطابها وتقحم الدين في احتجاج شعبي ذي مطالب اجتماعية مشروعة…
بلاغ وكيل الملك متسرع، لأنه بنى بعض حيثياته على الشبهة، وليس على دلائل دامغة مثبتة للإدانة، وبالتالي فقد مس بقرينة البراءة (لاسيما في مسألة التمويل الخارجي)…
عدد من المعلقين في شبكات التواصل الاجتماعي ألبسوا الحراك لبوس التعصب الديني المقيت… وكل بات يؤل النص الديني حسب هواه.. وهذا أحد مداخل الخطر، أن تصير القضية ذات صبغة دينية مذهبية متعصبة…. رئيس الحكومة وكأنه غير معني بما يقع… الأحزاب دخلت في سباتها العميق إلى حين موعد الانتخابات…
القمع قد ينهي الاحتجاج، ولكنه لن يحل المشكلة وقد يزيد في الألم…
رجاء تعقلوا.. فكلنا أبناء هذا الوطن… لا مزايدة في الوطنية… كلنا جسد واحد… إذا ألم جرح بأحد أعضائه، فمن المفروض أن تتداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى…. أليس كذلك!!