العربي رياض
لا يمكن للمتتبع للشأن المحلي البيضاوي إلا أن يقف وقفة احترام وامتنان لعمال النظافة ، على المجهودات التي يبذلونها خاصة خلال المناسبات ، علو كعب أظهرته هذه الفئة من جديد يوم العيد ، ففي الوقت الذي كنا تحيي فيه طقوس هذه الشعيرة ، وننقل نفايات الذبائح خارج المنازل ، كان هؤلاء يجوبون الشوارع والأحياء تلبية لنداء البيئة وتلبية للنقاء وهم يخوضون معركة غير متوقفة ضد أطنان النفايات التي خلفتها الذبائح ، حتى انك تشعر بعد ان تنتهي من الطقوس والأكل وتنظيف الذات وأنت خارج للشارع بعد قيلولة محت العياء عنك ، كأن شيئا لم يكن فالزقاق نظيف وكذلك الشارع واختفت النفايات الصادرة عن منزلك ومنازل جيرانك ، بفضل سواعد هؤلاء الرجال الذين يحيوا في ضمائرنا أهمية الحفاظ على البيئة ، هم الذين تركوا الطقوس ودفء الجلوس في أحضان العائلة لينظفوا المدينة كي تستقبلنا في حلة جميلة تجعل الاحتفاء بالطقوس مستمرا لا ينغصه أي شائب ، في الحقيقة رجال النظافة في المدينة لم يفاجئونا بهذا العمل النبيل فقد عودونا في كل مناسبة على مثل هذا الإنجاز ، حتى في أحلك الظروف حتى وأن الجائحة تحصد الأجساد ، كانوا هم في مقدمة المعركة ضدها إلى جانب الأطباء ورجال الوقاية المدنية ، بسواعدهم التي تزرع النقاء في كل الدروب .. آلمنا حقا ان مجلس مدينة الدارالبيضاء لم يصرف مستحقات الساعات الإضافية لفئة منهم ممن الحقوا بشركات النظافة ، ولم يصرفها لفئة أخرى تقوم بعمل لا ينتبه إليه الكثيرون وهو محاربة الحيوانات الضالة التي تجوب الأحياء ، خاصة في هذه المناسبة مناسبة عيد الأضحى حيث يعولون على ذلك التعويض المالي البسيط لإسعاد أطفالهم ودويهم ، رغم وقفات الاحتجاج ، ظل المدبرون على مواقفهم الرافض بصرف الريالات المطلوبة ، فيما ظلت تعويضات المنتخبين الذين يتحملون مسؤولية التدبير في المقاطعات والجماعة الترابية ، جارية تجر معها التعويضات الخاصة حتى بالوقود رغم ان هؤلاء عاشوا حالة عطالة طيلة أربعة شهور من الحجر الصحي ، فيما كان هؤلاء في الميدان يواجهون الأخطار الصحية ، هنا تكمن المفارقة وهنا تطرح علامات استفهام عريضة وتتناسل علامات التعجب والاستغراب وهنا تقف عند مفهوم ” فئة المحظوظين ” و” فئة المقهورين ” .. على الدولة ان تضع ملف هذه المهنة وما شابهها على طاولة التأمل لخط مخرج مشرف لهؤلاء الرجال حتى لا يظلوا قابعين تحت رحمة مجالس فشلت في تدبير أمورها حتى انها لم تقو على صون حقوق العاملين لديها وبضربة مزاج ظلت تصرف تعويضات أهل الصحبة في التدبير بدون ان تنزل من ابدانهم قطرة عرق