عزالدين زهير
لم نعد نهتم
ليفعل القدر ما يريد ونمشي جميعا في طريق طويل سواء كان معبدا أو رمليا وحتى على الكتبان، لم نعد نشترط سبل الرفاهية والاستمتاع لاسيما في زمن، الكل يسعى فيها لكسب البنيان، ليس للعقار أو الدار و إنما للصحة و العافية
ينخر المرض أجساما ظاهرها القوة و الجبروت وهي حقيقة كورق الشجر على وشك السقوط في فصل الخريف، زاد من هول الضعف وباء استقر وأكد المقام في ربوع المعمور وأصبح البشر يهرولون للانقضاض والظفر بجرعات وهي مجرد قطرات تستقر في البدن وتمنحه الحصن و الدرع
تطبع الإنسان مع الجائحة بالخوف واجتناب الأخر وتقلصت صلة الرحم وزادت حدتها عما كانت عليه في ظل الماديات والحسابات، وحتى المجاملات تقلصت و استفحل الجفاء
لم نعد نهتم
بالتجوال والتنقل والترحال و نغض عنه البصر قسرا وليس اختيارا، خوفا من حصار الحجر وحالة الطوارئ ودواعي الوقاية، وفي خواطرنا لهفة و شوق للطيران والزحف والخروج من داخل الأسوار و استنشاق عبير الزهر وورد الريحان و الاستمتاع بمروج الخضرة و نحن على أبواب فصل الجمال
لم نعد نهتم
بالتوفير والادخار و ملأ الأرصدة والخزن، فلم تعد الكف تمسك بالرزم واكتفت بالدريهيمات لسد الرمق، وهناك من مد اليد لنيل بذور الأرز والقمح ومن يغلي الحصى ليخدع العيال حتى ينامون
لم نعد نهتم
برؤية المباريات فقد فقدت الإثارة والتشويق من شدة المنع والتباعد، وفقدت المشاهدة معها القنوات، ومُنعت من بثها المقاهي والصالات وخلت النوادي من العروض والندوات وتقلصت أنشطة الجمعيات واكتفت بالافتراضي وقلّ معها التعلم والاستيعاب
قدر نؤمن بخير وشره وندعو الله له بالجلاء والابتعاد وعودة ميمونة إلى سنة الحياة واستنشاق الهواء بعدما اختنقت صدورنا من لجام وستار يرافقنا كالظل بالليل والنهار