تعد أغنية القدس التي غنتها مجموعة جيل جيلالة والتي يقول مطلعها ” يا الخالقني صار كل عربي ف أرضك مشطون.. وكل كلامك عدل وإحسان.. لين بهاد القهرة طغى سكين الصهيون.. ومن بلاهم فنياني شلا أحزان .. العربي خويا وجيل واحد قاهراه الغربة .. العربي خويا وقلب واحد دامياه الحربة .. العربي خويا وشحال من عربي ساكن خربة ” من أروع الأغاني في ريبيرطوار هذه المجموعة الكبيرة ، حينما غنتها المجموعة إلى جانب أعمال أخرى في جولة عربية قادت المجموعة إلى الكويت والعراق وسوريا والأردن سنة 1975، كان الجمهور العربي يتجاوب معها كثيرا حتى أن وسائل الإعلام لهذه الدول ، واكبت هذه الجولة بشكل ملفت إلى درجة أن إحدى الصحف السوريا أصدرت مقالا في صفحتها الأولى عنونته ب ” ستة شبان من المغرب أدهشونا ” . هذه الأغنية سيظهر صداها أكثر في السعودية ، وبالضبط في سنة 1979 حين سافرت جيلالة إلى جانب فنانين كبار ، كعبدالهادي بلخياط وعبدالوهاب الدكالي ومحمد الحياني وآخرون ، للمشاركة في مهرجان الأسبوع الثقافي المغربي بالسعودية ، إذ كان على الوفد الفني المغربي أن يقدم أربعة عروض في كل من مدن الدمام والظهران وجدة والرياض ، كانت شعبية المطربين المغاربة تسبقهم في هذا البلد ، أما بالنسبة لجيلالة فبالرغم أن الجمهور هناك سمع بهم إلا أن أي لقاء مباشر لم يتم معهم ، أضف إلى ذلك أن النمط المجموعاتي لم يكونوا قد تعرفوا عليه ، كان التجاوب مع المحموعة في حجم التجاوب مع باقي الفنانين ، لكن بمدينة الرياض سيتضاعف هذا التجاوب خاصة عندما سيتم تقديم أغنية القدس ، فجمهور الرياض كان يتألف من مسؤولين سياسيين ومثقفين وفنانين ونخبة من الأطر ، طيلة تأدية الفرقة للأغنية ، سيظل الجمهور ساكنا يتتبع تفاصيل الأغنية ، وعند الإنتهاء ستأتي برهة صمت قبل أن تعقبها موجة تصفيق طويلة جدا ، تعبيرا عن الإعجاب ، قبل أن تليها المطالبة بإعادة غناء الأغنية ، وبعد الانتهاء طلب المسؤولون السعديون من جيلالة تسجيل أعمالهم للتلفزة الرسمية ، ثم جاء من أبلغهم بأن أمير الرياض آنداك الأمير فهد بن سلطان يريد من الفرقة أن تعرج على مكان إقامته ، وكان أعضاء الفرقة يعتقدون أنه يريدهم للغناء ، لكن حين ولوجهم للقصر وجدوه وحده وكان يريد أن يجالسهم ويناقشهم في نوع الغناء الذي يشتغلون عليه وقد أبدى معرفة واسعة بألوان التراث المغربي ..
هذه الأغنية الخالدةهي من شعر الكاتب والإعلامي المرحوم بنعيسى الفاسي ، ولحنها كان موضوعا لغنية معنونة ب ” الإعدام ” ، وهي أغنية الفت خصيصا لمسرحية ” نكسة أرقام ” التي كتبها محمد شهرمان وأخرجها عبدالعزيز الزيادي وكان من أبطالها مولاي الطاهر الأصبهاني وعبدالهادي ليتيم وعبدالله المصباحي وادريس معروف والملالي المختار والزيادي والدميكيلا .. قدمها مسرح كوميديا وحازت على الجائزة الأولى للمسرح الوطني للهواة في سنة 1971 ، ومولاي الطاهر وظف لحنها لاغنية القدس ليتم إضفاء الجمال على جمال كلمات الأغنية