عزالدين زهير
حدث في يوم أصبح من الأعياد أن لمحت طيفا على إحدى الشرفات لمنزل إفتراضي ازرق اللون تتناثر منه أوراق الورود الحمراء على إيقاع نسيم الخريف
لم تكن نظرة عادية او للتامل في محيطها، بل كانت كوخز إبرة تلثها إلتفاتة أخرى، و استمر الحال إلى نهاية الزقاق، و بعدها رحلت عن الحي و قلبي يحاور العقل بإعادة الكرة
كانت عصفورة مزركشة الألوان جميلة المظهر تغرد و تنشد الألحان، تجدب المارة بمحياها و صوتها العذب، و يبدو أني أصيبت بسهامها و نزف الوريد دما بلون أحمر قاتم، فقد كان للورد شوك و جرحه بطعم عسل نحل البراري
وعند العودة كان لنا النصيب ان نخلق وصالا بالتحية و السلام و ابتدأ مسار السؤال ، كيف الحال؟ و عمت مساء…. وهكذا.، و أحيانا يكون كلام بدون هدف او مجرى محدد، فقط ما يهم هو ملأ فراغ الحوار و استمرارية الحديث ، لأنه ببساطة لا يمل حتى إن كان تافها
واستمرت الأيام على هذا المنوال، احيانا نلمس في الحديث تقاربا وودا يلمع بريقه حبا و ترة أخرى يسلك مسار المجاملة و آداب النقاش و التفاعل فقط، نتيه معا في دوامة الحيرة، تقطع لنا المسير و نرى سراب الصحراء، فكلٌ منا يسائل الأخر في جوف الفؤاد، هل انت لي؟ أم لغيري؟
هل تأمل في ودي حبا؟
أم تكفيك تحية السلام و حسن الجوار؟
قد لا نحضى بالرد و الجواب الشاف ، مهما طال الزمن ما دمنا نخاف طرحة فقد يكون الجواب معاديا لما يكنه قلب الولهان
نتيه في الحيرة و ترقب الأيام، لكن إلى متى؟ لنعد مرة أخرى و نطرح السؤال….
حتما لابد من إتخاذ القرار و المضي لمواجهة هلع الفقدان.. فهل انا و انت سيام سيدتي؟
لحظة الحسم حلت و إشتذ الخفقان و تغيرت ملامح الوجوه مصفرة شاحبة في ذهول، تلاها الخجل و عم الصمت و كأننا في أغوار موحشة، إلى ان حدث، أن لمحت خجل الخدود و إحمرارها و إبتسامة خفيفة أعادت تخطيط القلب لمساره الصحيح و صرحت بصوت خافت أكاد لا أسمعه لكني أحسست بوقعه في كلتا اذناي، قالت نعم و أنا بالمتل….. إنه حب يا سادة، من نظرة من شرفة إلى حديث دو شجن تم وصال و لقاء و إعتراف
هذه حكاية، أو ربما رواية من الزمن الجميل و حلم يراود كل عاشق …… أحلام لا تتحقق في الغالب في عصرنا المادي، تباعد للقلوب وكانها في عهد وباء كورونا،..